«كمبوشة» للمسرح الشعبي... حاكمت الظواهر السلبية مسرحياً

ضمن فعاليات الدورة الـ 17 لمهرجان الكويت المسرحي على «الدسمة»

نشر في 15-12-2016
آخر تحديث 15-12-2016 | 00:00
مشهد من المسرحية
مشهد من المسرحية
أكدت مسرحية كمبوشة أن رمزية الاسم كان المقصود منها الإحساس بقيمة وقدرة وأهمية من يسكن المكان، وأن لكل إنسان أعمالاً قيمة مهما كانت نوعيتها، ومن الواجب احترامها، سواء في الفن أو الحياة.
قدمت فرقة المسرح الشعبي عرضا متميزا هو «كمبوشة» على مسرح الدسمة، ضمن فاعليات الدورة الـ17 لمهرجان الكويت المسرحي.

والمسرحية من إخراج المتمكن نصار النصار، ومن تأليف عثمان الشطي وإعداده، وتقدم رسالة مهمة جدا بأن لكل إنسان أعمالا قيمة مهما كانت نوعيتها، ومن الواجب احترامها.

وكانت الشخصية الرئيسة في المسرحية التي دارت حولها الأحداث هو الملقن، وإن كان اسمها اشتق من مكان لكونه من الجنود المجهولين لنجاح أي عمل مسرحي، وتحديدا في الأيام الأولى من العرض، حيث يلعب دائما دورا كبيرا في الحفاظ على تسلسل الأحداث، ويعيد الممثل الى نص دوره في حالة الخروج عنه بالارتجال في بعض المواقف، حتى لا يصاب البناء الدرامي بخلل ويفقد إيقاعه.

ومن الواضح أن رمزية الاسم للمسرحية كان المقصود منها الإحساس بقيمة وقدرة وأهمية من يسكن المكان وليس الصندوق الذي على شكل نصف قبة خشبية توضع على فتحة في مقدمة المسرح مخصصة لشخص يتولى مهمة تلقين الممثلين في حال فقدانهم القدرة على تذكر الحوار، فينقذهم من الحرج.

متناغم الفكرة

وجاء العمل متناغم الفكرة مع استغلال المسرح بأركانه من خلال حركة مدروسة رغم العدد الكبير من الممثلين في أكثر من مشهد، وأدوات تقنية ملموسة، سواء من التلاعب بالإضاءة وألوانها وفقا لمتطلبات الموقف، سواء كان رومانسيا أو عصبيا، أو استحضار الموت للمخرج عقب محاكاته من زملائه في العمل، وكأن النصار يوصل رسالة لنفسه بالصوت المسموع العالي ولغيره من المخرجين بأن اللعب بروح الفريق أحد أهم أسس النجاح، وأن الاستئثار بالرأي ربما يضبط الإيقاع على خشبة المسرح، لكن العرض يفقد روح الإبداع والتجليات من الممثلين.

والحقيقة أن عرض «كمبوشة» نجح كنص وإخراج، في الوصول إلى الهدف المنشود من خلال أبسط الأدوات بشكل انسيابي ساهم فيه مجموعة رائعة من الممثلين والممثلات وهم: هبة مطيع وغدير الفضلي وعثمان الصفي وحامد النصار وحسين العوض ومحمد أكبر ومحمد عاشور وبشار عبدالله وناصر البلوشي وعبدالحميد السبكي، والموسيقى التصويرية لأحمد القطان أو الإضاءة لعبدالله النصار.

واجتهد النصار في ترجمة وجهة نظره في أشياء كثيرة تحدث، سواء في إطار العمل من الأفراد أو خارجه عبر الدسائس، بل حاكم نفسه أكثر من مرة، وكأنه يسترجع مواقف في الحياة يريد أن يكفر عنها بشكل علني، خاصة أنه ركز كثيرا على لسان بطل العرض على أنه هو السيد، وأنه هو القائد، وقد وضح ذلك من صدام الشخصيات عبر دوائر الصراع التي أحكمها بين قوتين متكافئتين، مرة ينتصر فيها البطل ومؤيدوه، ومرة ينتصر الخصم وحلفاؤه، حتى بلغت المسرحية مرحلة النهاية.

ورغم الارتجالية المطلوبة شكلا، وهو ما شبه بالفوضى المنظمة، فإن تحركات الممثلين على المسرح لم تأت اعتباطية أو عفوية من دون تدخل أو توجيه، بل وفق خطة رسمها المخرج بعد الانتهاء من تأسيس المراحل الأولية من رؤيته الإخراجية.

وأشاد النصار بزملائه في العمل الذين قدموا أفضل ما لديهم، رغم أنه لم يأخذ حقه الكافي للنضج، لكنه كان رصينا مثيرا للدهشة، وبعيدا عن النمط التقليدي في الصورة والشكل والمضمون.

رغم أن العمل لم يأخذ حقه الكافي للنضج فإنه جاء رصيناً مثيراً للدهشة نصار النصار
back to top