أما الناقدة ناهد صلاح فترى أن الراحلة عبر أدوارها ذات الصبغة الرومانسية إلى جانب نجوم السينما منذ الخمسينيات، كانت توحي بانطباع عميق بالبراءة وطزاجة التجربة، ذلك بسبب جسدها الدقيق والهش ورقيق التكوين، كذلك ملامح وجهها النقية، ولا ننسى عينيها المفتوحتين على الدهشة، كذلك صوتها المتموج برعشة خفية، فيشعر المشاهد بأنها ستبكي حتى في عز الفرح. وتابعت: «براءتها في اعتقادي تنبع من روحها وليس شكلها فحسب الذي حصرها في أدوار واحدة».

المؤكد أن ثروت ظهرت في مرحلة حاسمة في تاريخ السينما المصرية، حيث كان للمرأة كممثلة وكموضوع حضور مختلف على الشاشة، يلائم المرحلة الجديدة التي تمرّ بها مصر بعد ثورة يوليو 1952. لكنها ظلت تؤدي أدواراً متشابهة تناسب جمال عينيها ولقبها «قطة السينما المصرية».

Ad

الناقد رامي عبد الرازق يوضح أن الفنانة زبيدة ثروت كانت حالة فريدة في السينما المصرية، فهي جمعت كل شيء داخل فنانة واحدة، الموهبة والجمال والتلقائية. كذلك يشير إلى أنها نجحت كثيراً رغم قلة أعمالها، مؤكداً أن أدوارها كلها لم تكن محل خلاف.

صناعة حالة مثل زبيدة ثروت مجدداً مسألة صعبة، بحسب عبد الرازق، رغم كثرة المواهب في مصر، مؤكداً أنها كانت تملك موهبة كبيرة، وستظل محفورة في ذاكرة الجميع.

الناقدة ماجدة موريس توضح بدورها أن زبيدة ثروت حصلت على شهرة كبيرة في وقت قصير، نظراً إلى قدراتها على أداء دور الفتاة المصرية الخجولة والرومانسية، ذلك من خلال جمالها المميز الذي لا يشبه أية فنانة أخرى من جيلها أو أجيال لحقت بها، وأهلها لتقديم البطولات أمام كبار النجوم أمثال عبد الحليم حافظ وعمر الشريف، لذلك أحبها الناس حتى بعد اعتزالها.