الأغلبية الصامتة: الكويت عام 1982م
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
تلك السنة 1982م العابسة بأغلب تفاصيلها وبذورها وتراكماتها المتضخمة في حويصلات الماضي أعادت رسم المشهد العربي والإسلامي من حول الكويت المحصورة بين التزاماتها المبدئية تجاه كل ما هو عربي وإسلامي وبين الجغرافيا الخانقة التي وضعتها بالقرب من قوتين إقليميتين متصارعتين، وبين سياستها الخارجية التي تميل إلى الانفتاح وجمع الفرقاء. الآن نأتي للسؤال المحوري: ما الهدف الآن من استرجاع أحداث الماضي؟ هل هو لتنشيط الذاكرة أو لعقد المقارنات المبرمجة للتخدير والقبول بالواقع؟ الجواب: التذكير تم بغرض طرح عدة تساؤلات أعتقد أنه من الضروري طرحها، ما الذي اختلف بين كويت 1982 وكويت 2016؟ وكيف استطاعت السلطة ومعها الناس الصمود في وجه المخاطر القريبة في مرحلة تستحق بجدارة أن توصف بأنها "دقيقة"؟ واليوم نقف جميعا على حافة الانهيار بسبب تغريدة أو تصريح أهوج من مهرج أرعن؟هل غاب العقلاء؟ وهل كثر المغامرون والمتسلقون والمتاجرون بحب الكويت على طريقتهم الخاصة؟ بصراحة أكثر هل تلاحظون أن الموازين اختلت ودوائر اتخاذ القرار تقلصت بشكل حاد جعل الغالبية العظمى تعيش حالة المتفرج المربوط بكرسي على المدرج؟أعلم أن الطائفية عاثت بالكويت بسبب حرب الخليج الأولى، ولكن أستحلفكم بالله هل طائفية اليوم مثل طائفية 1982؟ وهل الشعور بوجود تباغض بين المكونات الاجتماعية متأجج مثلما يحصل هذه الأيام؟ أعتقد أن الجواب واضح، ويبدو أن الثقة الزائدة، بأن "الشروخ" الناجمة عن بعض السياسات العامة ستزول مع الوقت أو تداوى بالمال، قادتنا إلى حالة التفكك المتواصل وآخرها ما حصل في الانتخابات الأخيرة. إن الكويت واجهت طوال تاريخها مصاعب خطيرة تمكنت من اجتيازها بفضل اتساع قاعدة اتخاذ القرار والمشورة، ولا أعني هنا البرلمان فقط، ولكن حرية التعبير والرأي بشكل عام، ولم تتعثر مسيرتها إلا في الفترات التي تقلصت فيها دائرة اتخاذ القرار.في الختام راجعوا أحداث الماضي وقيّموا مستوى الإدارة العامة وكفاءتها وعشرات الأسماء التي قادت وخططت داخل مفاصل الدولة، وقيسوا مستوى الوعي العام لدى الناس مقارنة بالأوضاع الحالية، ستجدون الكثير من الملاحظات وأكثر من الأسطر التي كتبتها هنا.