إلى جانب النبيذ الساخن والنقانق التقليدية المعروضة في سوق عيد الميلاد ببلدة بافارية صغيرة يمكن للزوار أيضاً أن يتذوقوا طعاماً غريباً عنهم: فلافل وكبة من إعداد أسرة سورية لاجئة.

وعلى الرغم من زيادة العداء تجاه المهاجرين منذ وصول عدد قياسي منهم بلغ 890 ألفاً إلى ألمانيا في 2015 قوبلت مشاركة أسرة بليغ في تلك التقاليد الألمانية الخالصة بترحيب كثيرين من زوار سوق بلدة شيلينجسفورست.

Ad

وقالت ميار بليغ (20 عاماً) التي تقدم شطائر الفلافل من كوخ خشبي مزين بأشجار عيد الميلاد وأقواس حمراء وأضواء بيضاء: "أشعر بالارتياح هنا لكن بالطبع ليس مثل بلدي"، مضيفة أن "الناس هنا رائعون وودودون للغاية، لكن اللغة صعبة دائماً".

وفي قلعة مبنية على الطراز الباروكي خلف السوق أقامت نوار (21 عاماً) شقيقة ميار ووالدهما منير معرضاً للوحاتهم ورسومهم الخاصة التي تصور مشاهد المعاناة في سورية.

وقال منير (53 عاما): "أود أن يفهم الناس مشاعرنا نحن السوريين سواء كنا نعيش في سورية الآن أم في غيرها... وما نمر به".

وتعتزم الأسرة استخدام إيرادات 15 لوحة في المساهمة في علاج أطفال سوريين أصيبوا في الحرب.

وقالت زائرة للمعرض تدعى روت برينكمان زايتس إن اللوحات أبكتها، مضيفة: "يسعدني هذا النوع من الاندماج... على هذا النحو تماماً من دون أي جلبة كبيرة. هذا رائع حقا".

وابتسمت ابنتا بليغ الصغريان- شمس (10 سنوات) وسما (9 سنوات) - وهما تغنيان أغاني عيد الميلاد الألمانية، في حين كانتا ترتديان قبعات سانتا كلوز الحمراء مع زميلاتهما في المدرسة على منصة بالسوق.

وقالت والدتهما شاهيناز التي أعدت الفلافل والكبة إنها فخورة لأن الأسرة أظهرت لسكان البلدة أن اللاجئين يمكن أن يكونوا منتجين.