الأسد يعلن «تحرير» حلب مع إجلاء المسلحين والمدنيين
• موسكو تتعهد بهدنة في إدلب
• اجتماع روسي - إيراني - تركي للتنسيق
على الرغم من الدمار الذي لحق بالمدينة، وتهجير ونزوح آلاف المدنيين، واستمرار الحرب الأهلية في سورية، إلى جانب خطر الإرهاب، احتفل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بما أسماه تحرير مدينة حلب، فيما بدأت عملية ضخمة لإجلاء حوالي 100 ألف شخص بينهم نحو 5 آلاف مسلح من المدينة.
بعد أن تهدمت مدينة حلب من جراء تمسكه بالسلطة وتحويله الانتفاضة الشعبية التي خرجت ضده في عام 2011 الى حرب أهلية مدمرة، بارك الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، للسوريين بـ «تحرير» مدينة حلب، وذلك بالتزامن مع إجلاء مقاتلي الفصائل المعارضة ومدنيين من المدينة.وقال الأسد في شريط مصور قصير نشرته صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع «فيسبوك»، «أعتقد مع تحرير حلب سنقول الوضع ليس فقط السوري وليس فقط الإقليمي تغير، بل أيضا الدولي»، مضيفا وهو في حالة فرح ظاهرة: «هذا بحد ذاته تاريخ يرسم الآن أكبر من كلمة مبروك».
إخلاء
جاء ذلك، فيما انطلقت، أمس، عملية إجلاء حوالي 5 آلاف مسلح و50 ألف مدني بينهم أسر المسلحين، من آخر جيوب المعارضة في مدينة حلب، وفق اتفاق تركي ـ روسي. وتعرقل تنفيذ الاتفاق بعد أن اندلع خلاف بين روسيا من جهة وإيران من الجهة الأخرى.وأطلق مسلحون من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران النار على بعض الحافلات، ما دفع الطرف الروسي والجيش السوري الى التعهد بحماية المنسحبين.وقال أحمد الدبيس، المسؤول عن وحدة من الأطباء والمتطوعين تنسق عمليات الإجلاء، والموجود قرب بلدة خان العسل في الريف الغربي لحلب: «وصلت سيارات الهلال الأحمر والحمد لله، والآن سيتم نقل الجرحى الى سيارات خاصة بالمعارضة لنقلهم الى المشافي القريبة».وأكد المرصد السوري وصول القافلة الى منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي.وخرج في الدفعة الأولى، وفق ما قال مصدر عسكري «951 شخصا، بينهم أكثر من 200 مسلح و108 جرحى بينهم أيضا مسلحون».وسيتوجه بعض المسلحين الى ريف حلب الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة، وبعضهم الآخر الى إدلب، ومنهم الى تركيا.وستتيح مغادرة الفصائل المعارضة لمدينة حلب للجيش السوري بسط سيطرته بالكامل على المدينة، في انتصار يعد الأكبر له منذ بدء النزاع في سورية قبل حوالى 6 سنوات.وقال مسؤول تركي كبير إنه من المتوقع إجلاء نحو 50 ألف شخص إجمالا من شرق حلب السورية، في عملية يتوقع أن تتم خلال يومين أو ثلاثة أيام.وقال نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق إن بلاده تدرس إنشاء مخيم في سورية للمدنيين الذين يتم إجلاؤهم من حلب، وإن عدد من يغادرون المدينة ربما يصل إلى 100 ألف شخص.وأبلغ قايناق الصحافيين عند معبر جيلوه جوزو الحدودي التركي أنه لا توجد ملاجئ كافية في محافظة إدلب السورية التي يتم نقل من يتم إجلاؤهم إليها، وأنه ستكون هناك حاجة لمزيد من المرافق في آخر الأمر. وتم بث تعليقاته على الهواء مباشرة. وأضاف أن قافلة من 20 حافلة تسع 1000 شخص تستخدم في عملية الإجلاء. وأضاف أن 30 إلى 35 مصابا نقلوا إلى مستشفى قرب بلدة أطمة على حدود سورية مع تركيا. وقال اللفتنانت جنرال الروسي فيكتور بوزنيخير إن الجيش السوري يوشك أن يكمل عملياته في حلب. وأضاف أن حوالي 3000 من مسلحي المعارضة غادروا حلب منذ أغسطس، وأن 108 آلاف مدني نقلوا إلى أجزاء آمنة بالمدينة.هدنة إدلب
وتعهدت روسيا بالتزام هدنة عسكرية في محافظة ادلب التي سينقل اليها مسلحو المعارضة وأسرهم الذين كانوا يتحصنون بشرق حلب، وفق ما أعلن يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل للمساعدة الإنسانية التابعة للامم المتحدة في مؤتمر صحافي أن معظم الذين سيغادرون شرق حلب يرغبون في التوجه الى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.وأوضح «هناك مخيمان أقيما في إدلب التي هي منطقة نزاع (..)، لقد أكد لنا الروس انه ستكون هناك هدنة في المعارك اثناء مشاركتنا في عمليات الإجلاء».ويدعم الجيش الروسي نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ومحافظة إدلب هي آخر منطقة مهمة بيد مسلحي المعارضة الذين يسيطرون أيضا على بعض جيوب درعا (جنوب) وريف دمشق.اجتماع ثلاثي
وأعلن السفير التركي لدى روسيا، حسين ديريوس، أن وزير خارجية بلاده مولود جاويش أوغلو سيشارك 27 الجاري في المفاوضات الروسية التركية الإيرانية حول سورية بموسكو.وأكد السفير أن رئيس الدبلوماسية التركية يعتزم المشاركة في المفاوضات المقرر إجراؤها 27 الجاري لبحث تطورات الأوضاع في سورية مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف.فالون
الى ذلك، وفي مؤتمر صحافي مشترك بين وزيري الدفاع الأميركي آشتون كارتر والبريطاني مايكل فالون، شدد الأخير على أنه لا مستقبل للأسد في سورية، مضيفا أن النظام يسيطر فقط على 40 في المئة من البلاد.