«داعش» يهاجم أحياء محررة بالموصل مستفيداً من الأمطار
• «العصائب»: بارزاني رئيس غير شرعي للإقليم
• «التحالف» يسعى لاحتواء التظاهرات ضد المالكي
عمد تنظيم «داعش» إلى شن هجمات مضادة بعدة أحياء فقد السيطرة عليها لمصلحة القوات العراقية في مدينة الموصل، لإفساح المجال أمام بناء خط صد جديد وكبير بمحاذاة نهر دجلة شرق المدينة.
بعد اندحار تنظيم "داعش" من نحو 20 في المئة من مركز مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى العراقية، أفادت مصادر أمنية عراقية أمس، بأن التنظيم المتشدد بدأ في بناء خط صد جديد وكبير لوقف زحف القوات العراقية قرب المناطق المحاذية لنهر دجلة شرق الموصل، عند السور الأثري لمدينة نينوى التاريخية. وتراجعت حدة القتال في الموصل بسبب الأمطار الغزيرة، ما سهل توغل عدد من عناصر"داعش" في الأحياء المحررة بالمحور الشرقي للمدينة التي يقسمها النهر إلى شطرين، وشن هجمات معاكسة استهدفت قوات جهاز "مكافحة الارهاب" المنضوية ضمن القوات العراقية المشتركة التي أطلقت حملة تحرير المدينة في 17 أكتوبر الماضي.وتسلل عناصر التنظيم ليل الأربعاء ـ الخميس إلى أحياء النور والإعلام والتأمين، مستغلاً الظروف الجوية الغائمة، التي أدت إلى تخفيف الضربات الجوية على أهدافه داخل المدينة.
ما دفع قوات مكافحة الإرهاب إلى إرسال المزيد من التعزيزات إلى الأحياء لصد الهجمات المعاكسة، التي استخدم فيها التنظيم السيارات المفخخة وقذائف الهاون.وذكرت قناة "العربية"، أن التنظيم دعا أنصاره إلى قتل الرجال وسبي النساء في الأحياء المحررة، ما دفع السكان إلى النزوح لمناطق أكثر أمناً مثل حي كوكجلي.
تراجع الحشد
في هذه الأثناء، أكد القيادي في "الحشد الشعبي" كريم النوري أن "داعش يقاتل في الموصل حتى النهاية". وقال النوري في تصريح للتلفزيون العراقي الحكومي، إن "كل جيوش العالم عندما تصل إلى حد الهزيمة تعلن الاستسلام أما التنظيم المتشدد يقاتل حتى النهاية في معركة وجود".ولفت إلى وجود ممرات لفرار عناصر التنظيم المتشدد في المحور الغربي عن طريق منطقة بادوش وطرق أخرى باتجاه سورية، معتبراً أن ما يهم "الحشد" هو إنقاذ حياة العراقيين. وأشار النوري إلى أن قوات الحشد "تضيق الخناق على التنظيم في تلعفر ولا ترغب في دخول مركز الموصل أو قضاء تلعفر حتى تعطي الفرصة للفرقة "15" بالجيش والحشد العشائري من أبناء المنطقة التركمان السنة والشيعة حتى يكون التحرير بسمة وطنية".وقال إن وجود "الحشد الشعبي" في محاور القتال يرهب "داعش" خصوصاً بالمحور الغربي.«العصائب» والكرد
إلى ذلك، أكدت حركة "عصائب أهل الحق"، أمس، احترامها حق الكرد بـ"تقرير المصير"، لكنها أبدت رفضها أي محاولة لاستغلال وجود "داعش" لفرض "سياسية الأمر الواقع"، واتهمت رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني بـ"الاستحواذ على عائدات النفط".وقالت الحركة في بيان، إن رئاسة الإقليم "فاقدة للشرعية" ودافعت عن تصريحات أدلى بها أمينها العام قيس الخزعلي في وقت سابق واتهم فيها بارزاني بالسعي إلى ضم مناطق خارج نطاق الإقليم وفرض الأمر الواقع.استقلال كردستان
في غضون ذلك، دعا الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني، أمس، إلى حسم "قرار استقلال" إقليم كردستان في بغداد وليس في تركيا أو إيران أو الولايات المتحدة، فيما طالب بإعادة النظر في الدستور، والاتفاقات السياسية في العراق.وقال نائب الأمين العام للاتحاد برهم صالح، في كلمة له خلال مؤتمر "استقلال كردستان" الذي عقد بالجامعة الأميركية في دهوك، إنه "لا يجوز تغيير ارتباطنا من بغداد إلى أنقرة وطهران".وأضاف أن "كل فرد كردي في العالم لديه حلم الاستقلال"، لافتاً إلى أن "كل القوانين والمعاهدات الدولية، تثبت على حق الكرد في تقرير مصيره".تظاهرات ضد المالكي
في سياق منفصل، كشف عضو ائتلاف المواطن محمد جميل المياحي، عن مساعٍ يقودها "التحالف الوطني" الشيعي لـ"إطفاء الفتنة" بعد التظاهرة التي شهدتها البصرة أخيراً احتجاجاً على زيارة رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، داعياً الحكومة إلى تشكيل لجنة لمعرفة مطالب المتظاهرين.وحذر المياحي من أطراف قال إنها "تراهن على زيادة الأزمة". ولفت إلى أن "التيار الصدري لم يعطِ موقفاً رسمياً بشأن ما جرى في البصرة، وأن المالكي عندما ذهب لم ينسق مع المحافظ".في المقابل، وصفت عضو حزب "الدعوة" النائبة زينب عارف البصري، أحداث البصرة بـ"الطامة الكبرى"، منتقدة ما وصفته بـ"الفلتان الأمني" في المحافظة. وأشارت إلى وجود تيار جماهيري داخل الحزب يشعر بالغضب تجاه ما تعرض له المالكي.وقالت البصري، إن "المالكي زعيم كتلة دولة القانون، التي تمتلك 104 مقاعد في مجلس النواب وكل مقعد يمثل 100 ألف مواطن ومن واجبه أن يكون متواصلاً مع الجماهير، مما دعاه لزيارة الناصرية والعمارة والبصرة".وشهدت محافظة البصرة، السبت الماضي، تظاهرة ليلية قرب ديوان المحافظة احتجاجاً على زيارة المالكي، وطالبوه بمغادرة المحافظة، فيما رددوا هتافات غاضبة ضده.وعدّ حزب "الدعوة"، المتظاهرين ضد المالكي بأنهم "خارجون عن القانون"، وأشار إلى أنهم يتبعون كتلة سياسية "معروفة بالشغب"، وتوعدهم بـ"صولة فرسان أخرى" التي شنتها قوات الجيش إبان تولي المالكي لرئاسة الحكومة ضد اتباع التيار الصدري.تسوية السنة
وعشية الاجتماع المزمع عقده الاثنين المقبل لحسم الموقف النهائي من مبادرة التسوية الوطنية التي طرحها الأمين العام لـ"التحالف الوطني" عمار الحكيم، أعلنت النائبة عن "اتحاد القوى" السنية، زيتون الدليمي، أمس، تشكيل لجنة برئاسة النائب محمود المشهداني وعضوية الهيئة السياسية للتحالف لإجراء حوار مع القوى السياسية بشأن مقترحات المصالحة الوطنية التي وردت في المبادرة.
اتحاد القوى السنية يشكل لجنة برئاسة المشهداني لدراسة مبادرة الحكيم