6/6 : دقت ساعة العمل

نشر في 16-12-2016
آخر تحديث 16-12-2016 | 00:20
 يوسف الجاسم الآن وبعد أن حطت جميع المعارك والمنازلات والمجادلات الانتخابية والسياسية أوزارها، وحسمت المواقع والمواضع النيابية، سواء لجهة من فاز أو من لم يفز، وسواء بكراسي النيابة أو إلى مواقع رئاسة المجلس أو عضويات مكتبه، نقول بعد ذلك كله إن ساعة العمل قد "دقت" معلنة حاجتنا إلى الإنجاز اليوم بقدر اندفاعاتنا بالجدل والاختلاف بالأمس، وخرائط الطرق واضحة لكل نائب من الخمسين وهو يجلس على مقعده في قاعة عبدالله السالم مسلحاً بما وعد به ناخبيه وطرح مِن رؤى، وبما يتوافر تحت يديه من سيل الخطط والدراسات التي لم تنفذ أو نفذ منها القدر اليسير، كما أن أمامه أهدافاً واضحة من الفساد الإداري والمالي التي تئن منها البلاد ويصرخ من قهرها العباد، والتي لا تخطئها العين المجردة ويسهل على أغشم الصيادين إصابتها والإطاحة بها ولن يدري "خراش" حينئذ ما سيصيد.

الناس أيضاً يبدأون مرحلة جديدة مع مجلس 2016 ، وأمامهم مشهد متكامل من المواقف المفروزة والطروحات المأخوذ خيرها، والإدراك الواضح لقدرات كل فريق على الكلام المقرون بالعمل، أو العمل المقرون بالهدم، كما أنهم قد ملوا أساليب التصعيد، من أجل التكسب وخوض معارك طواحين الهواء التي لا ينتج عنها سوى جني الرياح، وليس فيها ما ينفع الناس أو يمكث في الأرض، هذا فضلاً عن الملل من تسجيل البطولات لا من خلال الإنجاز بل عبر الهجوم على الآخر "أياً كان"، من أجل اختلاق معارك جانبية تخفي ضعف المتقاتلين من جهة، وتطرب لها آذان المتشفين من هواة صراع الديكة الذين لا يجدون متعتهم سوى بإدماء أنوف المتقاتلين أمامهم.

كفى بلادنا هذراً، وما أحوجها للعمل، فالفرص الضائعة كبيرة، والزمن مليء بالتحديات المادية والمعنوية والمخاطر المتربصة بنا في الداخل والخارج، التي لن يجدي معها ترف التنظير وإفك الصراعات العدمية والمجادلات البيزنطية.

الشعب رسم للمرحلة شكل البرلمان الذي يريد، وحقق التغيير الذي نادى به الجميع، ومهما كانت نظرتنا أو تقييمنا للتشكيل الوزاري الجديد، فإن الشعب يستحق من السلطتين إنجاز ما تأخر، وتحقيق ما تعثر في المراحل السابقة المليئة بالإحباطات.

back to top