وثيقة لها تاريخ : عبدالله السعد: أنا صِويب القلب واعِزِتالي... رَكْ العَزِم منّي وجِسمي غَدا نْحيل
نستعرض اليوم قصيدة جديدة من القصائد المتبادلة بين الشاعرين عبدالله السعد اللوغاني وفهد العبدالمحسن الفهد، رحمهما الله تعالى. القصيدة الأولى لعبدالله اللوغاني ومطلعها:قلت آه واويلاه من ما جرالي
مصايبٍ وهْموم مَعْها غرابيلإحّيه واعِزّاه لي ذاب حاليالعين يَكحل موقَها بَحْمر المـيلبالله ما يعقوب حَزّن مثاليايضاً ولا ايوب مثلي بتعاليـلهكذا يصور اللوغاني حاله التعيسة، فيقول إن المصائب والهموم تحيط به من كل جانب، وإنه يبكي دما، وإن حزنه الشديد تجاوز حزن نبي الله يعقوب، وحزن نبي الله أيوب عليهما السلام. ويستمر في وصفه لحزنه فيقول إنه لا ينام الليل، ولا يهنأ له بال، ولا يستطيع أن يأكل، وإذا دخل الليل ازدادت آهاته وآلامه.أنا سهيــر الليل طول الليـاليوانوح نوح الوِرقْ بَعْلا المحاويلطِيب الكَرا والزادْ ما قَطْ هناليلا والذي نزّل تبارك وتنزيــــلإليا ادْلَهَج الليل جانـــي وِباليألْعِي جما المفطوم وانْهَتْ تِباتيــلويمعن اللوغاني في وصف معاناته التي لم يوضح أسبابها، فيقول إن قلبه كان يمكن أن يتوقف عن النبض، لولا عصيانه لمن يعذله من الناس، ويؤكد أن الحزن حمل ثقيل يمنعه من الوقوف إذا أراد أن ينهض من مكانه، ويعبر عن ذلك بالأبيات التالية:لولا اتنَهّت مِن محانيه زاليقلبٍ عصا يا زيد كل العواذيــلمتوطرٍ فوقي ثجيل المشاليإليا بغيت انهض خانت بي الريلويبدأ شاعرنا بتبيان أسباب حزنه وتعاسته فيقول:أنا صويب القلب واعزتاليرَكّ العزِم منّي وجسمي غدا نحيل فالشاعر مصاب في قلبه بمرض العشق والغرام، وتسبب ذلك في الكآبة التي انعكست في كلماته وصوره الأدبية، بل إنه يقول إنه أصبح قريباً من الجنون، عندما شاهد حبيبته من بعد في يوم العيد مما قلب عيده إلى يوم نواح وبكاء، فقال:يا بن فهد ذالعيد بيّن اهباليعُقب العقل صاحِبْك صابه تَهابيللا عاد عيدٍ فيه ما طاب فاليايضاً ولاغِيت فيه المحاحِـــيل ثم يصف الحبيبة وصفاً جميلاً فيقول:غِروٍ على خدّه من المِسك خالينَصّاب للعِشّاق جور المَحابيلزامي النّهد والعِنق عِنق الغزاليرِعْبوب ما له بالعذارا تِماثيلويؤكد أن رؤيته للحبيبة هو الذي جعل موهبة الشعر تتدفق من داخله، وانه يفديها بروحه وماله:لا تزعلن يالبيض هو شِفّ باليلولاه ما هَيّضت من ضامري جيلهذا الذي افديه روحـي وماليمِهفي لك الله الروح ماني ابها بْخيلوفي نهاية القصيدة يناشد اللوغاني صاحبه الفهد بمساعدته على التخلص من هذا الألم وهذه المعاناة، فيقول:يا بن فهد يا حاميٍ كل تالييا ليث يا مِجعد صغا كل ما ميــلالبير غارة ولا تطوله احباليانخاك يا من لي سوا السيح والنيلما شوف غيرك يا فتا الجود واليابغيك تنعشني برد التماثيـلفي المقال المقبل نستعرض رد الشاعر الفهد على قصيدة اللوغاني بإذن الله تعالى.