وثيقة لها تاريخ : عبدالله السعد: أنا صِويب القلب واعِزِتالي... رَكْ العَزِم منّي وجِسمي غَدا نْحيل

نشر في 16-12-2016
آخر تحديث 16-12-2016 | 00:04
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني

نستعرض اليوم قصيدة جديدة من القصائد المتبادلة بين الشاعرين عبدالله السعد اللوغاني وفهد العبدالمحسن الفهد، رحمهما الله تعالى. القصيدة الأولى لعبدالله اللوغاني ومطلعها:

قلت آه واويلاه من ما جرالي

مصايبٍ وهْموم مَعْها غرابيل

إحّيه واعِزّاه لي ذاب حالي​

​العين يَكحل موقَها بَحْمر المـيل

بالله ما يعقوب حَزّن مثالي​​

ايضاً ولا ايوب مثلي بتعاليـل

هكذا يصور اللوغاني حاله التعيسة، فيقول إن المصائب والهموم تحيط به من كل جانب، وإنه يبكي دما، وإن حزنه الشديد تجاوز حزن نبي الله يعقوب، وحزن نبي الله أيوب عليهما السلام. ويستمر في وصفه لحزنه فيقول إنه لا ينام الليل، ولا يهنأ له بال، ولا يستطيع أن يأكل، وإذا دخل الليل ازدادت آهاته وآلامه.

أنا سهيــر الليل طول الليـالي

​​وانوح نوح الوِرقْ بَعْلا المحاويل

طِيب الكَرا والزادْ ما قَطْ هنالي

​​لا والذي نزّل تبارك وتنزيــــل

إليا ادْلَهَج الليل جانـــي وِبالي

​​ألْعِي جما المفطوم وانْهَتْ تِباتيــل

ويمعن اللوغاني في وصف معاناته التي لم يوضح أسبابها، فيقول إن قلبه كان يمكن أن يتوقف عن النبض، لولا عصيانه لمن يعذله من الناس، ويؤكد أن الحزن حمل ثقيل يمنعه من الوقوف إذا أراد أن ينهض من مكانه، ويعبر عن ذلك بالأبيات التالية:

لولا اتنَهّت مِن محانيه زالي

​​قلبٍ عصا يا زيد كل العواذيــل

متوطرٍ فوقي ثجيل المشالي​​

إليا بغيت انهض خانت بي الريل

ويبدأ شاعرنا بتبيان أسباب حزنه وتعاسته فيقول:

أنا صويب القلب واعزتالي

​​رَكّ العزِم منّي وجسمي غدا نحيل

فالشاعر مصاب في قلبه بمرض العشق والغرام، وتسبب ذلك في الكآبة التي انعكست في كلماته وصوره الأدبية، بل إنه يقول إنه أصبح قريباً من الجنون، عندما شاهد حبيبته من بعد في يوم العيد مما قلب عيده إلى يوم نواح وبكاء، فقال:

يا بن فهد ذالعيد بيّن اهبالي

​​عُقب العقل صاحِبْك صابه تَهابيل

لا عاد عيدٍ فيه ما طاب فالي

​​ايضاً ولاغِيت فيه المحاحِـــيل

ثم يصف الحبيبة وصفاً جميلاً فيقول:

غِروٍ على خدّه من المِسك خالي

​​نَصّاب للعِشّاق جور المَحابيل

زامي النّهد والعِنق عِنق الغزالي​​

رِعْبوب ما له بالعذارا تِماثيل

ويؤكد أن رؤيته للحبيبة هو الذي جعل موهبة الشعر تتدفق من داخله، وانه يفديها بروحه وماله:

لا تزعلن يالبيض هو شِفّ بالي

​​لولاه ما هَيّضت من ضامري جيل

هذا الذي افديه روحـي ومالي

​​مِهفي لك الله الروح ماني ابها بْخيل

وفي نهاية القصيدة يناشد اللوغاني صاحبه الفهد بمساعدته على التخلص من هذا الألم وهذه المعاناة، فيقول:

يا بن فهد يا حاميٍ كل تالي

​​يا ليث يا مِجعد صغا كل ما ميــل

البير غارة ولا تطوله احبالي

​​انخاك يا من لي سوا السيح والنيل

ما شوف غيرك يا فتا الجود والي

​​ابغيك تنعشني برد التماثيـل

في المقال المقبل نستعرض رد الشاعر الفهد على قصيدة اللوغاني بإذن الله تعالى.

back to top