قالت دولة الكويت ان "ثقافة السلام" أصبحت مهددة امام النزاعات والخلافات ما بين الدول والمجتمعات والافراد والتي يغذيها التعصب والتطرف والعنف والاحتقان الديني والطائفي.

جاء ذلك في بيان ألقته الملحقة الدبلوماسية في وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة فرح الغربللي امام الجمعية العامة في دورتها ال71 لدى مناقشة بند "ثقافة السلام".

Ad

وقالت الغربللي ان الصراعات الفكرية ظهرت في مجتمعاتنا في "أقبح وأبشع صورة" وعزت ذلك الى عدم تقبل الرأي الاخر وإشاعة لغة الاقصاء وقلة التوعية في التعايش مع الاخرين.

وشددت على اهمية السعي وراء معرفة أسباب عدم التسامح وعدم تقبل الرأي الاخر واللجوء الى التطرف والعنف كأساليب للتعبير ما يوجب تضافر الجهود على المستويات المحلية والاقليمية والدولية من اجل تحويل ثقافة العالم من ثقافة كره وتعصب وحرب الى ثقافة حوار وتعايش وجودا وفكرا.

وأتبعت قائلة "ليس هناك دولة أو مجتمع في مأمن من آفتي التطرف والإرهاب اللتين تعتبران تحديا لثقافة السلام والحوار الامر الذي يستدعي منا جميعا العمل على دحرهما واعلاء رسالة السلام والتعايش السلمي والحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات".

واكدت ان دولة الكويت تولي مسألة تعزيز ثقافة السلام أهمية عظمى خاصة في الوقت الحاضر الذي تزايدت فيه موجات التطرف والتعصب والإرهاب التي طالت عددا من دول العالم وتحاول خلق الفوضى وزرع الخوف في المجتمع.

وأشارت الى ان "دولة الكويت شهدت في شهر يونيو عام 2015 عملا إرهابيا شنيعا في احد بيوت الله راح ضحيته 27 شهيدا في محاولة لجر المجتمع الى الفتنة الطائفية".

وأوضحت ان "اللحمة الوطنية والتناغم المذهبي والوعي العالي بقيم التسامح والتعايش السلمي بين افراد المجتمع الكويتي شكلت سدا منيعا ضد محاولات المجرمين في شق الصف الواحد وان هذا العمل المشين لم يرهبنا بل زادنا إصرارا وتلاحما وتوحدا لمواجهة الإرهاب والتطرف".

وقالت الغربللي في كلمتها ان دولة الكويت حريصة على تعزيز ثقافة التسامح والتعايش وذلك بترسيخ الدستور الكويتي هذه القيم والمفاهيم من خلال مواده التي نصت على الحقوق والواجبات لكل مواطن دون تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين.

وبينت ان دستور دولة الكويت ينص ايضا على ان العدل والحرية والمساواة دعامات للمجتمع وان التعاون والتراحم صلة وثيقة بين المواطنين.

وانطلاقا من حرص دولة الكويت على تعزيز اطر الوسطية ذكرت الغربللي ان مجلس الوزراء الكويتي أصدر قرارا بتشكيل اللجنة العليا لتعزيز الوسطية التي تهدف الى نشر الوسطية الصحيحة في المجتمع ومحاربة التطرف والغلو والتعصب بكافة صوره وأشكاله وتعزيز مبدأ الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع.

وفي ختام كلمتها اكدت الغربللي أن إثراء ثقافة السلام عملية تستوجب الايمان بالعمل الجاد على تفعيل مبادئ ثقافة السلام كاحترام حقوق الانسان وحرية الرأي وتطبيق العدل والمساوة والقضاء على الفقر والبطالة وتوعية الشعوب بمسؤولياتها تجاه عملية صناعة السلام فمن المستحيل لشعب تسلب منه أبسط حقوقه في العيش الكريم أن تغرس فيه ثقافة السلام واللاعنف.