بعد اندلاع الثورة السورية وسيطرتها على معظم مدن وقرى الجمهورية شعر العالم الغربي وحلفاؤه بخطر نجاحها وخطورتها على الكيان الصهيوني، فتعمدوا إفشالها ليصنعوا لها "داعش" وغيره من الميليشيات الإرهابية، ويتبجحوا بعد ذلك أمام شعوبهم بضرورة القضاء على الإرهاب، ثم يضغطوا على الحكومات العربية المتعاطفة مع الشعب السوري لرفع الدعم عنه وعدم التدخل في شؤون سورية، معللين طلبهم بوجود منظمات إرهابية يجب القضاء عليها قبل أن تصل نيرانها إلى الدول العربية وخاصة المجاورة لسورية.اليوم وبعد خمس سنوات عجز النظام وشبيحته وإيران وميليشياتها العربية والفارسية عن القضاء على الثورة، فسمحوا لروسيا بالتدخل بكل قوتها وعتادها، وكادت تفشل لولا تواطؤ العالم بأجمعه معها، حيث سمحوا لطائراتها بحرق الأخضر واليابس وهدم البيوت والمستشفيات فوق رؤوس البشر، ولنا في حلب خير مثال، ونتذكر وزير خارجية سورية قبل سنوات، حين قال إن سورية تتعرض لمؤامرة كونية فاستغفلناه واعتقدنا أنه كاذب إلى أن شاهدنا بأم أعيننا حقيقة هذه المؤامرة على الشعب السوري الثائر، لا على النظام كما قال المعلم، ومنذ ذلك الوقت أدرك هذا الشعب البطل أن العالم أجمع تواطأ على إخماد ثورته، وأنه لا نصير لهم سوى الله عز وجل.
يعني بالعربي المشرمح:هناك مؤامرة كونية حقيقية، هدفها إخماد الثورة السورية والقضاء عليها باسم الإرهاب، اجتمعت لتنفيذها إسرائيل وأميركا وروسيا والغرب بصمت عربي مخزٍ ومعيب، دُمِّرت خلالها معظم المدن السورية على رؤوس قاطنيها، ولم تَرحم طفلاً رضيعاً أو عجوزاً مقعدة ولا امرأة أو طاعناً في السن، فالتهمت نيران هذه المؤامرة كل المناطق الثائرة دون رحمة أو إنسانية، وها نحن نرى اليوم حلب آخر المعاقل الثائرة تُدمَّر ويُقتَل أهلها بدم بارد ودون أي تحرك دولي لإنقاذ ما تبقى منهم أمام نظر وصمت العالم أجمع، وما لكم غير الله أيها السوريون الأبطال.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: ما لكم غير الله!
17-12-2016