قبل شارة النهاية في Man Down، تظهر على الشاشة إحصاءات عن عدد الجنود السابقين الذين شاركوا في حربَي العراق وأفغانستان وانتحروا أو يعانون اضطراب ما بعد الصدمة. ولا شك في أن هذه أرقام قاسية مثيرة للقلق تستحق أن يسبقها فيلم أفضل من خليط الأفكار والأنواع هذا الذي يبقى، رغم صناعته الجيدة وطموحه الكبير، فيلماً يفتقر إلى الإتقان.

يسارع ديتو موتيل (Fighting)، الذي استند إلى نص شارك آدم ج. سيمون في كتابته، إلى إقحام المشاهد في معمعة محيرة من القصص المتنافسة. نرى مارين غابرييل درامر (شيا لابوف) سعيداً في منزله مع زوجته ناتالي (كيت مارا) وابنهما الصغير جوني (شارلي شوتويل) قبل أن يُرسَل إلى الحرب. ثم نشاهد غابرييل وسط عملية عسكرية في أفغانستان، لننتقل بعد ذلك إلى استجواب قائد بارز (غاري أولدمان) غابرييل بسبب "حادثة”. كذلك نرى غابرييل مع أعز زميل له في القتال ديفين (جاي كورتني) وهما يركضان وسط الدمار في الولايات المتحدة بعد الكارثة بحثاً عن ابنه المفقود.

Ad

صحيح أن كيفية ترابط هذه القصص والأنواع (هل ينتمي هذا الفيلم إلى الخيال العلمي؟ الدراما النفسية؟ أفلام القتال والتشويق؟ أم كل ما سبق؟) يهدف إلى إضفاء لمسة مثيرة للاهتمام على هذا العمل، إلا أن هذه التفاصيل كافة تولّد متاهة كبيرة تفقِد المشاهد اهتمامه قبل وقت طويل من تمكنه من ربط أجزاء الفيلم معاً. وعندما ينجح المشاهد أخيراً في فهم الصورة الكاملة، تكون التفاصيل فد اتضحت، ما يجعلنا نشعر بأن هذا العمل لا يستحق الدقائق الاثنتين والتسعين التي استغرقها ليوصلنا إلى هذا الموضع.

لا بد من الإشارة إلى أن لابوف المفتول العضلات يقدّم دوره بإتقان وحماسة وأن موسيقى كلينت مانسيل تحمل لمسة واضحة من الجمال المخيف. لكن ذلك كله ليس كافياً لإنقاذMan Down.