هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما برد انتقامي على روسيا بسبب عمليات القرصنة المعلوماتية، التي طالت الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرسمي منصبه في 20 يناير المقبل، قال أوباما في مقابلة إذاعية: «من الواضح أنه عندما تحاول حكومة أجنبية، أي حكومة، التأثير على نزاهة انتخاباتنا فإنه علينا الرد». وأضاف: «نحن سنرد في الزمان والمكان اللذين نختارهما»، مؤكداً أن «أجزاء من هذا الرد ستكون واضحة وعلنية، والبعض الآخر قد لا يكون كذلك».

Ad

وكانت الصحف الأميركية اتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتورط شخصياً في التدخلات الروسية. لكن أوباما لم يذكر اسم بوتين في هذه المقابلة. بل إن أحد أقرب مستشاريه بن رودس، أورده أمس الأول في حديث تلفزيوني. وقال رودس «لا أعتقد أن حوادث تبعاتها واسعة إلى هذا الحد يمكن أن تحدث داخل الحكومة الروسية بدون أن يعرف بها فلاديمير بوتين»، مضيفاً»: «في النهاية فلاديمير بوتين مسؤول عن أعمال الحكومة الروسية».

وكان أوباما أمر وكالات الاستخبارات المركزية بإجراء مراجعة كاملة لعملية القرصنة وتقديم تقرير له قبل أن يترك منصبه.

وقال الرئيس الأميركي، إن «هناك مجموعة كاملة من التقييمات لا تزال في طور الإجراء بين الوكالات»، وأضاف: «عندما أتسلم التقرير النهائي، كما تعلمون، سنكون قادرين كما أعتقد، على إعطاء تخمين مفهوم وأفضل لتلك الدوافع».

ترامب يدافع

من جهته، عاد ترامب واتهم البيت الابيض أمس مجدداً بالانحياز الحزبي عبر اتهام بوتين بالوقوف وراء عمليات القرصنة المعلوماتية ضد منافسته الديمقراطية.

وغرّد ترامب، معلقاً على الاتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، على تويتر: «هل نتحدث عن نفس الهجوم الإلكتروني الذي كشف عن أن رئيس الحزب الديمقراطي أعطى هيلاري أسئلة للمناظرة ؟»

وكتب: «إذا كانت روسيا أو أي كيان آخر يقوم بقرصنة، فلماذا انتظر البيت الأبيض كل هذا الوقت للرد ؟ لماذا لم يتذمروا إلا بعد هزيمة كلينتون؟»

كما هاجم ترامب، المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست في تصريحات أمام مؤيديه في مدينة هيرشي بولاية بنسلفانيا.

ووصف ترامب إرنست بأنه «شخص أحمق»، متسائلاً «لا أعرف ما إذا كان هذا الرجل الأحمق يتحدث مع الرئيس باراك أوباما».

وقال إن «تعيين متحدث صحافي مناسب هو أمر بالغ الأهمية، وإرنست شخص ركيك للغاية»، مضيفاً أن «خبراً إيجابياً يبدو سلبياً في تفسيره، فهو يستطيع إعلان القضاء التام على داعش وكأن ذلك أمر مؤسف».

ويأتي هجوم ترامب على إرنست عقب توجيه الأخير في 12 ديسمبر الجاري انتقادات لاذعة للرئيس الأميركي المنتخب ومستشاريه، إذ اتهمهم بإقامة علاقات مالية مع روسيا والحصول على أموال من قناة «روسيا» اليوم تلفزيونية روسية.

كما اتهم إرنست ترامب بتشجيع موسكو على شن هجمات إلكترونية بهدف قرصنة معلومات حساسة أضرت بشعبية منافسته هيلاري كلينتون.

الرد الروسي

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أمس، أن اتهامات البيت الأبيض لروسيا بالإخلال بمجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر القرصنة المعلوماتية هي اتهامات وقحة.

وقال بسكوف في ما يتعلق باتهام موسكو بالمسؤولية في هذه الاختراقات، «في هذه المرحلة بات على الأميركيين أما التوقف عن التطرق إلى هذا الموضوع أو تقديم أدلة. وإلا فهذا يفوق الوقاحة»، وذلك في حديث مع الصحافيين على هامش زيارة للرئيس الروسي بوتين إلى طوكيو.

من جهته، قال المسؤول في الكرملين يوري أوشاكوف أمس، إن بوتين أبلغ نظيره أوباما بجواب واضح جداً على المزاعم الأميركية خلال لقائهما في قمة العشرين.

بدورها، دعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أوباما إلى تقديم اعتذار عن ما اسمته «التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية الأوكرانية».