الصين تصادر مسباراً أميركياً لأعماق البحار في أجواء من التوتر مع واشنطن

نشر في 17-12-2016 | 12:43
آخر تحديث 17-12-2016 | 12:43
سفينة «يو اس ان اس باوديتش» الأميركية
سفينة «يو اس ان اس باوديتش» الأميركية
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الصين صادرت مسباراً أميركياً لأعماق البحار يعود إلى سلاح البحرية في المياه الدولية في بحر الصين الجنوبي، في خطوة ستزيد بالتأكيد من التوتر المرتبط بالوجود العسكري الصيني في المنطقة المتنازع عليها.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس أن الآلية المخصصة لاستكشاف أعماق البحار صودرت على بعد نحو خمسين ميلاً بحرياً (90 كلم) إلى الشمال الغربي من خليج سوبيك في الفلبين في وقت متأخر من الخميس في حادث لم يشهد عنفاً.

وقع الحادث عندما كان الطاقم المدني في سفينة «يو اس ان اس باوديتش» يستعيد «مسبارين بحريين» يقومان عادة بجمع المعلومات المتعلقة بحرارة المياه ودرجة ملوحتها ونقائها.

وتوقفت سفينة متخصصة بانقاذ الغواصات الصينية من صنف «دالانغ-3» على بعد 500 متر عن السفينة الأميركية وانتزعت أحد المسبارين، وتمكن الأميركيون من استعادة المسبار الثاني بسلام.

وقال ديفيس أنه لا يذكر أي حادثة مماثلة سابقة.

ودعا البنتاغون في بيان بكين إلى أن تعيد «فوراً» المسبار الذي «صادرته بطريقة غير قانونية».

وأوضح ديفيس أن الطاقم «طلب برجاء عبر اتصال لاسلكي ترك المسابر في المكان»، لكن السفينة لم تصدر أي رد باستثناء ابلاغ بأنها تلقت الرسالة، وأضاف أن «الشئ الوحيد الذي قالوه بعد ابحارهم بعيداً هو +نستأنف عملياتنا العادية+».

وأصدرت واشنطن طلباً رسمياً عبر القنوات الدبلوماسية لاستعادة المسبار.

وقال ديفيس «إنه لنا، إنه يحمل بشكل واضح شعاراً يدل على أنه لنا، نريد استعادته ونرغب في ألا يتكرر مثل هذا الحادث».

وصرّح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك أن الصين تحركت بشكل غير شرعي، وقال في بيان أن «الآلية المسيرة الخاصة بأعماق البحار» سفينة سيادية تتمتع بالحصانة تملكها الولايات المتحدة»، وأضاف «ندعو الصين إلى إعادة آليتنا على الفور والالتزام بكل واجباتها بموجب القانون الدولي».

فرعي

قال ديفيس أن قيمة الجهاز بحد ذاته تبلغ أكثر من 150 ألف دولار ومصنوع من مكونات متوفرة في المحلات التجارية، وأضاف أن المعلومات التي يجمعها حول ملوحة المياه ودرجة حرارتها ثمينة، مشيراً إلى أنها من العوامل الأساسية في انتقال الصوت في الوسط البحري.

وتابع أن معرفة هذه المعلومات ضرورية لاستخدام أجهزة السبر وكذلك للغواصات لتتمكن من كتم ضجيج تنقلاتها.

ويأتي هذا الحادث في أجواء من التوتر بين الصين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يفترض أن يتولى مهامه في 20 يناير.

وأدلى الملياردير الأميركي بتصريحات عديدة أثارت استياء الصين، مهدداً خصوصاً بانهاء الاعتراف «بالصين الواحدة» عبر تقارب مع تايوان أو متهماً بكين بالتلاعب بأسعار صرف عملتها.

وقال المحلل هاري كازيانيس مدير الدراسات حول الدفاع في «مركز المصلحة القومية» المعهد الفكري المحافظ أنها «على الأرجح خطة أعدت بدقة تهدف إلى اظهار أن الصين لن تستخف بالأمور التي تتعلق بها»، وأضاف أن «بكين تظهر أنها تملك القدرة على الرد في أي وقت وأي مكان».

ويفترض أن يؤدي هذا الحادث إلى مزيد من التوتر في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وقال السناتور الجمهوري جون ماكين أن الولايات المتحدة يجب ألا تقبل بمثل هذا «السلوك الكارثي»، وأضاف ماكين الشخصية المؤثرة في الحزب المحافظ أن هذا «الاستفزاز المشين» يتطابق مع «موقف الصين الذي يزعزع الاستقرار عبر عسكرة بحر الصين الجنوبي».

وتابع ماكين الذي يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أن «هذا السلوك سيستمر إلى أن نواجهه برد فعل أميركي صارم».

وتطالب دول عدة بمناطق واسعة من بحر الصين الجنوبي (الصين والفيليبين وفيتنام....).

وأقامت الصين جزراً اصطناعية في هذه المنطقة الاستراتيجية لدعم مطالبها عسكرياً فيما يسير الأميركيون دوريات قبالة هذه المنشآت تحت شعار حماية حرية الملاحة.

back to top