«ثقافة البسوس» في الرياضة الكويتية يجب أن تتوقف
المعارك المفتعلة، التي يقودها نائب مدير الكرة بالنادي العربي على مدى السنوات الماضية، والتجاوزات التي تصل إلى حد التخريب في الرياضة الكويتية، تجعلنا نتوقف لنذكره بقول الشاعر والحكيم أبي الطيب المتنبي:"ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم".إن الإنسان يرتقي إلى العلا في عمله بأخلاقه أولا، ومن ثم بعمله الناجح، ويمكن أن يغض البصر والتجاوز عن الهفوات والزلات إذا كان يمتلك إحدى هاتين الصفتين، لكن إذا فقدهما فسيبقى ساقطاً في قاع الحضيض لا يجد حتى من ينتشله.
إن الفعل المشين لحسين عاشور، أمس الأول، في مباراة فريقه مع الكويت في بطولة تحمل اسما عزيزا على قلوب كل الكويتيين، لا يغتفر، ويجب ألا يمر مرور الكرام. لا يكفيك أن تكون رياضياً دون أخلاق، ولا ابن عائلة دون تربية، فمن الصعب التجاوز عن إحداهما، فتلك قواعد ثابتة أصيلة في جميع المجتمعات.لا نبحث عن الزلات، ولا نهتم لردود الأفعال، بل إن ما نريده هو معاقبة من يسيء إلى الأجيال لنحميهم من مخاطر كثيرة، أهمها سوء الخلق.الرياضي والإداري حسين عاشور، الذي يعد مؤتمناً على شريحة كبيرة من أبنائنا صغار السن والمراهقين وحتى الشباب، تجاوز كل الحدود على مدى السنوات الماضية، وكأنه يريد أن يغرس في النفوس أنه جاء ليشعلها حرباً دون هوادة، غير مبال لما ستسفر عنه نتائج حربه، التي يستخدم فيها سلاح بذاءة اللسان والتحريض على الشغب والاقتتال داخل المستطيل الأخضر وخارجه، عبر وسائل الإعلام، كما لو كان "بسوس" الرياضة الكويتية، فنجده عند كل شاردة وواردة يتصدر المشهد حتى لو لم يكن شأنه!فهناك شواهد كثيرة على مدى السنوات الماضية لا تعد ولا تحصى، آخرها حين قاد لواء الانسحاب من دوري فيفا لكرة القدم، وأحرج مجلس إدارة ناديه، الذي بات يدور حول نفسه باحثا عن مخرج للأزمة.ولو عدنا لأرشيف المؤمن بثقافة البسوس لوجدناه مليئا بالاستفزازات لبعض الأندية واللاعبين، والتجاوزات التي لا حدود لها من أجل خلق فوضى تجعل غشاوة على عيون الجماهير الخضراء تشغلهم بأزمة لا يرون بعدها لعب الكراسي.