الجريدة• تنشر مسودة «مفاوضات الأستانة»
● وقف إطلاق نار شامل... وحكومة انتقالية بصلاحيات جزئية بوجود الأسد
● تركيا تؤمن خط خروج للمقاتلين الأجانب
بعد الدعوة الروسية لمفاوضات سياسية بين الأطراف السورية في الأستانة بالتنسيق مع تركيا وإيران، تمكنت «الجريدة» من الحصول على مسودة جدول أعمال هذه المفاوضات، التي تتضمن دعوة إلى وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية على أن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، ويفوض قسماً من صلاحياته إلى هذه الحكومة.
تمكنت «الجريدة»، من خلال مصدر إيراني رفيع، من الحصول على مسودة المفاوضات التي يمكن أن تجرى في الأستانة بين الأطراف السورية برعاية روسية- إيرانية- تركية. وتضمنت المسودة 4 نقاط هي: أولاً: يتم إعلان وقف نار فوري في كل أنحاء سورية، على أن تواجه الدول الثلاث الراعية للمفاوضات أي روسيا وتركيا وإيران أي طرف ينتهك الهدنة.
ثانياً: تشكيل حكومة انتقالية تضم المعارضة دون اشتراط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقوم بتفويض قسم من صلاحياته إلى هذه الحكومة.ثالثاً: بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، تؤمن تركيا خط خروج آمن للمقاتلين السوريين والأجانب الذين يريدون أن يخرجوا من البلاد دون سلاح.رابعاً: تكون جميع المفاوضات على أساس ضمان وحدة الأراضي السورية، وتضمن كل من دمشق وموسكو وطهران تأمين الحدود التركية من أي تحركات للأكراد أو أي طرف معارض لتركيا وإبعادهم عن الحدود التركية.وأفادت المصادر الإيرانية بأن الجانب الروسي أبلغ طهران أن أنقرة طالبت إضافة الى هذه البنود بتعهد الأسد عدم ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة مع ضمان أمنه وسلامته وأمن وسلامة عائلته وجميع أركان حكومته، لكن الروس رفضوا إدراج هذا البند في المفاوضات.وأكد المصدر العامل في مكتب رئيس الجمهورية الإيراني لـ»الجريدة» أن الغضب الإيراني من الاتفاق الروسي- التركي لوقف إطلاق النار في شرق حلب وإجلاء المدنيين والمقاتلين والذي تلاه تفاهم على البدء بمفاوضات سياسية في الأستانة، دفع بالطرف التركي إلى لعب دور الوسيط بين طهران وموسكو، التي وصل الخلاف بينهما إلى حد لا سابق له. وقالت المصادر لـ»الجريدة»، إن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالخروج من المعركة في سورية إذا لم يتم تنفيذ الاتفاق الروسي- التركي أثار غضب المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أمر قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني بإفشال أي عملية على الأرض لا تتضمن الشروط الإيرانية، وأمر رئيس الجمهورية حسن روحاني بإبلاغ الروس أنهم يستطيعون الخروج من سورية متى تقتضي مصالحهم، لكن الإيرانيين باقون هناك.ولفتت المصادر إلى أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم اتصل بالمساعد الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية اسحاق جهانغيري، وقام وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاويش أوغلو باتصالات ماراثونية مع نظيرهما الإيراني محمد جواد ظريف لـ»الأخذ بالخاطر الإيراني». وأكدت أن لافروف وجاويش أوغلو أخبرا ظريف أنه لم يتم تجاهل طهران بل جرى الاتفاق على أساس أن تقوم تركيا باستشارة المعارضة السورية وروسيا باستشارة سورية وإيران، وإذا ما كانت كل الأمور على ما يرام يتم تنسيق الدعوة للمفاوضات. وأضافت أن رئيس الوزراء التركي قال لمساعد رئيس الجمهورية الإيرانية، إن تركيا مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران لترسيم خطوط حمراء بينهما في سورية والعراق.وحسب هذه المصادر، فإن يلدرم قال، إن الطريق الوحيد لحل الأزمتين العراقية والسورية هو تعامل إيراني- تركي بمشاركة الروس في سورية والأميركيين في العراق والظروف مواتية لهذا التعامل. وطلب يلدرم من جهانغيري عرض البنود الأربعة، التي وردت في الأعلى، على السلطات الإيرانية وإعطاءه الجواب، وطالبه بالمساعدة في إخراج المدنيين والمقاتلين الباقين في حلب لعرض حسن النوايا.
الآلاف يتظاهرون على الحدود التركية - السورية
تظاهر الاف الأشخاص الذين أتوا من كل أنحاء تركيا أمس قرب الحدود السورية، احتجاجا على الحصار المفروض على شرق مدينة حلب المحرومة من المساعدات الإنسانية. ووصل المتظاهرون في قوافل تحت شعار "افتحوا الطريق إلى حلب"، على بعد ثلاثة كيلومترات من نقطة جلوي غوزو الحدودية في الجانب التركي قرب معبر باب الهوى، الذي نقل من خلاله المصابون بجروح بالغة من شرق حلب إلى تركيا للعلاج. ونظمت التجمع مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، التي تضطلع بدور كبير في توزيع المساعدات على ثاني مدن سورية.سليماني يجول في حلب
نشرت مواقع إيرانية صوراً جديدة لقائد "فيلق القدس"، المسؤول عن العمليات العسكرية التابعة للحرس الثوري قاسم سليماني، وهو يتجول في أحد أحياء مدينة حلب.ويبدو أن سليماني كان في المدينة بالتزامن مع قيام مسلحين موالين لإيران والنظام السوري بعرقلة عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق المدينة، وسط حديث عن خلاف روسي- إيراني.