على الرغم من أن سياساته المترددة والمشوشة تجاه الحرب في سورية مسؤولة الى حد بعيد عن نتيجة ما آلت اليه الأمور، دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نهج إدارته، قائلاً إنه كان من المستحيل التدخل لإنهاء الصراع بكلفة بسيطة من دون تدخل عسكري أميركي كامل. وأشار أوباما، في مؤتمره الصحافي المخصص لنهاية العام، الى أن «التدخل كان سيتطلب نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية على الأرض دون أن توجه لهم دعوة ومن دون تفويض من القانون الدولي». وانتقد أوباما اقتراح الرئيس المنتخب دونالد ترامب إقامة مناطق آمنة في سورية بتمويل خليجي، معتبراً أن الفكرة تمثل «تحدياً مستمرا» لأن المناطق الآمنة ستطلب حماية من قوات برية، وهو أمر من غير المرجح أن توافق عليه الحكومة السورية وحلفاؤها في موسكو وطهران. وأضاف أن الفكرة قد تتحقق إذا كان ترامب يمكنه تأمين التعاون مع نظام الأسد وحلفائه.

وأشار أوباما، الذي يغادر السلطة بعد نحو شهر، إلى أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على مجلس الأمن الدولي من أجل تحسين وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين ومراقبة أي احتمال لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وعن الوضع في حلب، ندد أوباما بمزاعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه أن جميع المدنيين الأبرياء المحاصرين في حلب تمكنوا من المغادرة، قائلا إن التقارير ما هي إلا محاولة «للتعتيم على الحقيقة». وقال في هذا السياق: «المنظمات الإنسانية التي تعرف أكثر، والموجودة على الأرض قالت بشكل قاطع إنه لا يزال هناك عشرات آلاف المحاصرين المستعدين للمغادرة... الآن أولويتنا الأكبر هي إخراجهم». ودعا أوباما الى نشر «مراقبين محايدين» في حلب، مضيفا أن «العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني على المدينة»، معتبراً أن «ايديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع».

Ad

وأضاف: «تحولت احياء بكاملها الى ركام. لا نزال نتلقى اشارات عن اعدام مدنيين. القانون الدولي يتعرض لكل انواع الانتهاكات. ان مسؤولية هذه الاعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الاسد وحليفتاه روسيا وايران». واعتبر أن «الاسد لا يمكنه ان يكسب شرعيته على وقع المجازر».