«نحلم»... رحلة فنية مليئة بالصور التخييلية
قدمت فرقة المسرح العربي عرض «نحلم» مساء أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة ضمن العروض الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي المحلي الـ17، والعمل من تأليف وإخراج يوسف الحشاش، وبطولة نخبة كبيرة من الفنانين المخضرمين والشباب، أمثال فهد العبدالمحسن، أسامة المزيعل، عبير يحيى، منال الجارالله وآخرين.تدور الفكرة الرئيسة للعرض حول مجموعة من المشردين والمتسولين يعيشون في معسكر للاجئين، ويتحكم في قوت يومهم ضابط طاغية يأخذ نسبة كبيرة من إيرادات تسولهم ويجبرهم على العيش بالقرب من النفايات، ويعاملهم معاملة غير آدمية، ويذكرهم دوما بأنهم ليسوا سوى حثالة لفظتهم أوطانهم، فجاءوا إلى هذا المعسكر، ويأخذنا العرض بعيدا في رحلة فنية مليئة بالصور التخييلية التي تعتمد على مشهدية الحركة أكثر من الحوار، فيما يشبه الصورة السينمائية واللعب بالحلول الإخراجية من خلال فنيات الإضاءة والموسيقى والغناء الحي الذي رافق العرض، لنجد أنفسنا وكأننا داخل دائرة من الصراع تضيق وتتسع وتتقدم وتتأخر بالذاكرة عن طريق مشاهد الـ «فلاش باك» لمجموعة من البشر كانوا أسوياء، ولكن الحرب دمرتهم وحولتهم إلى مسخ بشري من المشردين والمتسولين.
قطع متحركة
تميز ديكور العرض بالانسجام مع فكرة العمل، حيث السواد في جميع جنبات المسرح وأكوام أكياس القمامة، كما تضمن الديكور بعض القطع المتحركة التي كانت تبدو في حركتها أنها تعتمد على التحريك اليدوي، مما جعل وقعها سيئا وقلل من انسيابية العرض، أما أداء الممثلين فقد كان متفاوتا بين كل ممثل وآخر، وكذلك لكل ممثل على حدة في فترات مختلفة من العمل، فأحيانا كنا نشعر بأن الفنان أسامة المزيعل «شخصية الضابط» أمسك بالـ «كاركتر» وتماهى معه، وأحيانا كان الأداء يفلت منه، في حين جاء أداء الفنانين فهد العبدالمحسن وعبير يحيى «ضمن شخصيات المتسولين» ثابتاً طوال العرض.