68 عاماً من الألم
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
نحن نعيش اليوم أسوأ حالة لاجئين مرت على تاريخ البشرية، ومازال العالم فاشلاً في التصدي لها، حيث بلغ عدد اللاجئين عبر زوارق الموت الناقلة لهم خلال المحيطات أكثر من ٦٥ مليون إنسان، متجاوزين بذلك حجم اللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية. ويزيد ذلك الأمر تعقيداً حجم الأطفال فيما بينهم، حيث زاد عددهم خارج المدارس بسبب الحروب على ١٣ مليون طفل في ٥ دول عربية فقط. ولا داعي لتبيان ما يعنيه ذلك من مبررات استمرار الإرهاب، من خلال فرص تجنيد الآلاف من أولئك الشباب للقيام بعمليات قتل وتدمير لمجتمعاتهم أو غير مجتمعاتهم.لا أظن أننا هنا نتحدث عن إجراءات وأساليب لوقف حالة الهدر الإنساني المستمرة، وحالة اللامبالاة بين البشر، فقد تبلدت الأحاسيس، ولم تعد مشاهد الدماء المسفوكة مؤثرة، اللهم إلا في حالة الشحن السياسي، فلا يظهر الاهتمام بالنزيف الإنساني، إلا عندما يكون الضحية من جماعتنا، أو مذهبنا، أو عرقنا. أما الطرف الآخر فليذهب للجحيم، ولا تختلف في ذلك أقلية عن أغلبية.العالم كله من رأسه إلى أخمص قدميه، هذا على افتراض أن للعالم رأساً، يعاني أزمة أخلاقية، لتعامله بغرور وغطرسة مع حالة الاستلاب الإنساني السائدة في العالم، والاستمرار فيها لن يقودنا إلا إلى مزيد من الكوارث.في الذكرى الـ٦٨ لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يهيمن على الأجواء السياسية الدولية الانغلاق، والتطرف، والتهاون مع سفك دماء الآخرين، ولا يبدو أن هناك بصيص أمل في التئام الجروح النازفة، للأبرياء. ولذا صار على دعاة السلام واحترام كرامات الإنسان أن تتضافر جهودهم وتتطور أدواتهم للتعامل مع المآسي القادمة بصورة أكثر وعياً وأكثر فعالية، وهو أمر على الرغم من صعوبته من الممكن تحقيقه.