علمت «الجريدة» من مصادر خاصة أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه رسالة للرئيس الإيراني حسن روحاني، عبر رئيس كازخستان نور سلطان نزاربايف، خلال زيارته لكازخستان.

وكان لافتا أن يوجه نتنياهو من الاستانة تحذيرا لطهران بأن إسرائيل قادرة على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد خلال أيام. واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تستضيف الاستانة محادثات سلام بين الأطراف السورية، برعاية روسية - تركية - إيرانية.

Ad

ومن المقرر أن تشهد موسكو اجتماعا ثلاثيا لوزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران غدا.

وبحسب مصادر «الجريدة»، فقد حذر نتنياهو طهران من الاستمرار في المس بالمصالح الإسرائيلية، وإنشاء مواقع ومراكز عسكرية في سورية، والاستمرار في الحديث والعمل على «محو إسرائيل».

الجدير بالذكر أن هذه التهديدات الإسرائيلية واللهجة الجديدة تأتي بعد تسلم إسرائيل مقاتلات «إف 35» الأكثر تطورا في العالم.

وقال وزير كبير في الحكومة الإسرائيلية كان مرافقا لنتنياهو في زيارته لكازخستان وأذربيجان إن منظومتي «اس 300» و»اس 400» الروسيتين المنشورتين في سورية لا تصنفان المقاتلات الإسرائيلية كطائرات معادية.

وفي الأيام الأخيرة وعلى عكس السياسة الإسرائيلية المتبعة منذ عام 2011، كانت لإسرائيل تحركات ومواقف خاصة بالأزمة السورية. ودعا وزير الداخلية الحكومة للمطالبة بجلسة خاصة في مجلس الأمن، لمناقشة ما يجري في حلب، فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إن الأسد مجرم حرب ويجب أن يرحل.

من هو «سيد جواد»؟

تقول لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب، التابعة لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، إن العميد أحمد مدني الملقب بـ«سيد جواد» غفاري، والذي ترجح أنه المسؤول عن عرقلة اجلاء حلب لمرتين حيث قام بقتل مدنيين واحتجاز آخرين لساعات، يتولى مهام قيادة الجبهة الشمالية لقوات «الحرس الثوري» الإيراني في سورية، ويقود الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية والافغانية والباكستانية، الموالية لنظام بشار الأسد في حلب.

تربط «سيد جواد» علاقة وثيقة بقاسم سليماني قائد فيلق القدس والمسؤول عن الأنشطة الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وله دور كبير في الهجوم الأخير على حلب. وقالت «لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب»، التابعة لـ»المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» إن مقر قوات الحرس الثوري يقع في ثكنة «البحوث» جنوب شرقي حلب ويقيم به «سيد جواد».

موفد بوتين

وفي ظل الخلاف الروسي - الإيراني المتصاعد حول ما يجري في شرق حلب، أوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبعوثه الخاص الكسندر لافرينتييف إلى طهران التي لم تخف انزعاجها من الاتفاق الروسي - التركي لإجلاء حلب، وعملت بشكل علني من خلال الميليشيات التي تأتمر بأوامرها على عرقلته.

وأفادت وكالة الأنباء «مهر» بأن لافرينتييف عرض خلال زيارة لم يعلن عنها مسبقا، موقف روسيا في «تعزيز التعاون العسكري والأمني والسياسي بين البلدين في سورية».

وذكر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال لقاء مع الموفد الروسي، ان «تحرير حلب يأتي نتيجة المبادرة المشتركة لإيران وروسيا وسورية والمقاومة»، في إشارة الى حزب الله اللبناني، وميليشيات عراقية أخرى باتت إيران تطلق عليها الاسم نفسه.

واكد لافرينتييف، الذي يعتبر منسق التحركات السياسية والعسكرية والأمنية بين إيران وروسيا وسورية، ضرورة «مواجهة تعقيد الوضع السياسي والعسكري في سورية، وتبني مقاربات مشتركة بين الدول الثلاث لادارة الوضع».

إجلاء حلب

إلى ذلك، بدأت حافلات تقل مسلحين من شرق حلب وأسرهم في مغادرة آخر قطاع تسيطر عليه المعارضة المسلحة في المدينة. وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن اتفاقا بين الحكومة والمعارضة المسلحة لإجلاء الناس من شرق حلب مقابل إجلاء أشخاص من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة دخل حيز التنفيذ.

وتعرضت خمس حافلات على الأقل مخصصة لاجلاء سكان من بلدتين سوريتين مواليتين للاعتداء والحرق، لكن ذلك لن يعوق استكمال تطبيق اتفاق لخروج المدنيين المحاصرين في حلب، حسبما أكد مصدر عسكري سوري.

وكانت هذه الحافلات تنتظر إشارة للدخول الى بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، والمحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب بموجب اتفاق روسي تركي إيراني يتضمن كذلك اجلاء آلاف المحاصرين من قوات النظام في مدينة حلب.

وشاهد مراسل لـ»فرانس برس»، على أطراف البلدتين، نحو 20 مسلحا، وهم يهاجمون خمس حافلات على الأقل قبل دخولها إلى البلدتين لإجلاء السكان.

وقال إنهم عملوا على إنزال السائقين قبل إقدامهم على إطلاق النار على الحافلات وخزانات الوقود ما أدى الى احتراقها بالكامل. ووقع الاعتداء بعد دخول خمس حافلات أخرى إلى البلدتين. وأكد مصدر عسكري سوري أن «ثمة إرادة جماعية بأن يسري الاتفاق، لكن ثمة معوقات ينبغي العمل على تذليلها».

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى خلافات بين حركة «أحرار الشام» وجبهة فتح الشام (جفش) (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) بشأن عملية الاجلاء.

شتائم طائفية لمقاتلَين شيعيين لبنانيين

تداول الناشطون شريطاً مصوراً لمقاتلَين شيعيين لبنانيين في سورية، ينتميان على الأرجح إلى «حزب الله»، وهما يوجهان سيلا من الشتائم الطائفية إلى السُّنة ويتوعدانهم بالقتل.

ويقول أحد المقاتلين، إن المعركة في حلب انتهت لمصلحة الشيعة وأنهم داسوا على الجثث، وإن «لديهم تكليفاً إلهياً باسترداد الكعبة من السُّنة»، مؤكدا أنهم سيواصلون القتال حتى فناء آخر سني.