«الهيئة الناخبة» تثـبِّت اليوم رئاسة ترامب

هجرة جماعية من البيت الأبيض هرباً من فلين

نشر في 19-12-2016
آخر تحديث 19-12-2016 | 00:04
ترامب يحيي مجموعة من الطالبات في آلاباما أمس الأول	(أ ف ب)
ترامب يحيي مجموعة من الطالبات في آلاباما أمس الأول (أ ف ب)
تجتمع الهيئة الناخبة الأميركية اليوم، والتي وصفها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عام 2012 بالكارثة، لتثبيت فوزه بالرئاسة، في حين جمعت عريضة حوالي 5 ملايين توقيع لعرقلة وصوله إلى المكتب البيضاوي.

في ختام حملة انتخابية اتسمت بمستوى غير مسبوق من العدائية، تثير هذه المرحلة من الآلية الانتخابية ترقبا كبيرا، في حين أنها تتم عادة من غير تسليط الأضواء عليها كثيرا. ويحلم أشد معارضي ترامب بانتفاضة في اللحظة الأخيرة تحول دون وصوله إلى البيت الأبيض، لكن الهيئة الناخبة التي تمثل استثناء أميركيا بين الأنظمة الانتخابية ستعين بشكل شبه مؤكد رجل الأعمال السبعيني الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. ويجتمع كبار الناخبين اليوم في كل الولايات الخمسين لتعيين الرئيس ونائبه.

ويندد منتقدوه العديدون بنظام انتخابي مخالف لمبدأ «صوت لكل شخص»، يدفع المرشحين للرئاسة إلى تركيز حملاتهم الانتخابية على عدد محدود من الولايات وإهمال أجزاء كاملة من البلد.

لكن رغم الانتقادات الشديدة الموجهة إلى هذا النظام الانتخابي منذ عقود، لم يتم إصلاحه، ويعتبره كثيرون الطريقة الافضل للتعبير عن النظام الاميركي الفدرالي ويعطي صوتاً لجميع الولايات.

وحين توجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر الماضي، فهم لم ينتخبوا مباشرة رئيسهم المقبل، بل اختاروا 538 ناخبا كبيرا مكلفين بدورهم انتخاب الرئيس.

وفاز ترامب بأغلبية واضحة بحصوله على أصوات 306 من كبار الناخبين، وإن كانت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون نالت نسبة أعلى منه في التصويت الشعبي.

وهذه ليست حالة غير مسبوقة تواجهها البلاد، إذ سجل وضع مماثل عام 2000 حين فاز الجمهوري جورج بوش على الديمقراطي آل غور.

عريضة

ومن النادر للغاية ألا يلتزم كبار الناخبين بنتائج الانتخابات. وفي الحالات القليلة المسجلة في التاريخ، لم يكن عدد كبار الناخبين المعارضين للاقتراع الشعبي كافيا لإيصال رئيس آخر إلى البيت الأبيض.

غير أن قسما من الديمقراطيين يرى في رئاسة ترامب خطرا على الديمقراطية الأميركية، يتمسك بالأمل في أن يقرر عشرات الجمهوريين عدم التصويت للرئيس المنتخب. وفي هذه الحالة، يعود لمجلس النواب أن يعين خلفا لباراك أوباما. وجمعت عريضة بهذا الصدد حوالي خمسة ملايين توقيع، وبث عدد من نجوم هوليوود مثل مارتن شين الذي لعب دور «الرئيس بارتلت» في مسلسل «ذي ويست وينغ» الذي لقي رواجا كبيرا في العقد الماضي، شريط فيديو يدعو الى انتفاضة.

وقال النجوم متوجهين إلى كبار الناخبين الجمهوريين الذين تتجه اليهم الانظار كلها بعدما كانوا مجهولين تماما «لديكم السلطة والفرصة لأن تصبحوا أبطالا في الكتب، غيروا مجرى التاريخ».

لكن هذا السيناريو غير مرجح كثيرا في غياب أي مؤشرات تدل على أن 37 من «كبار الناخبين غير الملتزمين» من الجمهوريين سيقررون التخلي عن ترامب.

ولم يعلن حتى الآن سوى واحد فقط هو النائب عن ولاية تكساس كريستوفر سوبران عزمه على مخالفة خيار الناخبين.

وقد لا تعرف النتيجة النهائية اليوم، إذ تحظى الولايات بمهلة عدة أيام من أجل نشر ارقامها. وفي مطلق الأحوال، فإن الكونغرس سيعلن اسم الرئيس المنتخب في 6 يناير عند انتهاء التعداد الرسمي للأصوات.

هجرة جماعية من «الأبيض»

وكانعكاس لخيارات ترامب، يشهد البيت الأبيض حالة رحيل جماعي من مجالس الأمن الوطني من الموظفين خصوصا المبتدئين، بسبب مخاوف متعلقة بقدوم مستشار ترامب لشؤون الأمن اليميني الجنرال مايكل فلين. والمسؤولون رفيعو المستوى في مجلس الأمن القومي (NSC) والمعينون سياسيا يجب عليهم تقديم استقالاتهم والرحيل ضمن إطار العملية الانتقالية، والبقية 400 موظف مدني آخر تم تعيينهم على أساس الانتداب من إدارات أخرى، لوحظ رغبة العديد من المبتدئين في هذه الفئة في الاستقالة أو العودة إلى إداراتهم، بحسب صحيفة الغارديان.

وقد يعود هذا للأنباء التي انتشرت مؤخرا حول فلين بتسريبه معلومات سرية بشكل غير ملائم مع ضباط عسكريين أجانب في أفغانستان، بحسب صحيفة الـ«واشنطن بوست».

back to top