العالم المصري الكبير فاروق الباز لـ الجريدة•: الوضع الاقتصادي مُعقد لكنه إلى تحسُّن
وقال الباز، في حوار مع «الجريدة»، إن وصول الدعم إلى مستحقيه يسهل مهمة الدولة في الارتقاء السريع بمستوى الاقتصاد، وفي الشأن الخارجي أفاد بأن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ستسعى إلى شراكة أكبر مع مصر.. وإليكم نصّ الحوار.
• كيف ترى القرارات الاقتصادية، التي اتخذتها الحكومة من تعويم للجنيه ورفع الدعم عن المحروقات وتأثير ذلك على الدولة؟
- القرارات الأخيرة تصب في مصلحة الأجيال القادمة رغم صعوبتها، لكن بالتأكيد سوف تتحسن الأوضاع الاقتصادية تدريجياً خلال المرحلة المقبلة.
• برأيك ماذا تحتاج مصر خلال المرحلة المقبلة؟
- مصر تحتاج إلى تطوير البنية التحتية، وأن تضع التعليم والصحة على رأس الأولويات، إضافة إلى أن وصول الدعم إلى مستحقيه يسهل مهمة الدولة في الارتقاء بالاقتصاد سريعاً، ورغم أن الأمور مُعقدة وتسير بشكل بطيء، لكننا نسير في الطريق الصحيح.• لكن اليوم هناك أزمات اقتصادية متلاحقة ومشاكل في توفير المواد الغذائية، كيف ترى ذلك؟
- هناك أزمات، لكن مصر اليوم تعمل على وضع الحلول المناسبة، والجميع في مصر يعملون حالياً على ضرورة إنتاج السلع الغذائية بشكل أكبر، وأؤكد أن الدولة تعي أهمية إنتاج ما يلزمنا من الغذاء وتوفيره للمواطنين، أما فيما يتعلق بالأزمات الاقتصادية المتلاحقة فأنا واثق من أن الدولة تسير وفق خطوات متكاملة لحل هذه الأزمات سريعاً.• هل ترى أن من الممكن تحقيق العدالة الاجتماعية في مصر؟
- ليس هناك عدالة اجتماعية كاملة في أي دولة بالعالم، في أي دولة هناك من يصعد إلى الأعلى ومن يبقى في الأسفل، المهم أن يتذكر من نجح في الحياة أن الغنى لن يتحقق إلا بسعادة المجتمع ككل، وأن عليه دوراً في إسعاد مَنْ لم يسعدهم الحظ بالدعم.• شاركت أخيراً في مؤتمر الشباب، فكيف ترى فرص الشباب خلال الفترة المقبلة للوصول إلى مناصب مختلفة في الدولة؟
- فرص الشباب كبيرة خلال الفترة المقبلة، لكن لن يتحقق ذلك إلا بالإعداد السليم في كل مراحل التعليم، ما يستلزم إعداد المعلمين جيداً واحترام مكانتهم في المجتمع، وهذا للأسف غير متحقق في مصر حالياً، وعلينا أن نعي أن كل الدول التي تقدمت بدأت بإصلاح التعليم قبل أي شيء.• كيف تستفيد مصر من ثرواتها الطبيعية في ظل عدم الاهتمام بها؟
- القوانين المعمول بها هي العائق الأساسي وراء عدم استفادة مصر من ثرواتها الطبيعية، التي لا تتم الاستفادة منها لمصلحة مصر مطلقاً.• كيف ترى تأثير المشروعات القومية التي يتم تنفيذها حالياً على النهوض بالبلاد؟
- أنا ضد نبرة الهجوم على هذه المشروعات، فهناك مشروعات قومية في مجال الإسكان والصحة، ومشروعات سيتم إنجازها في سيناء، وكل ذلك الهدف الرئيسي منه جذب الاستثمارات، وهذا يحدث في كل دول العالم، فطمأنة المستثمرين وقيام الدولة بدعم بنيتها التحتية أمر مهم.• ما دور العلماء المصريين في الخارج بالنسبة لبلدهم خلال المرحلة المقبلة؟
- دورهم نقل الجديد من العلم والمعرفة إلى الوطن، إضافة إلى ضرورة نقل الخبرات إلى مصر بشكل مستمر للتطوير في المجالات المختلفة، ومؤتمر "مصر تستطيع" الذي عُقد أخيراً في البلاد، رسالة للجميع بأن بلدنا آمن وفيه علماء قادرون على صنع الفارق.• كيف ترى العمليات الإرهابية الأخيرة وأثرها على الاقتصاد المصري؟
- الإرهاب يريد دائماً توجيه ضربات للدولة بهدف تعطيل الاقتصاد وإشعال الفتن، وتدمير السياحة، لكن بالتأكيد الدولة ستتغلب على ذلك، ويجب توجيه ضربات استباقية للإرهابيين بشكل مستمر، لمنع تكرار مثل العمليات الإرهابية.• كيف ترى العلاقات المصرية ـ الأميركية خلال الفترة المقبلة وعلاقات مصر الخارجية عموماً؟
- علاقات مصر الخارجية يجب أن تكون مبنية على التوازنات، ومصر دولة كبيرة الجميع يسعى إلى إقامة علاقات اقتصادية وسياسية كبيرة معها، ويجب أن نتعامل نحن أيضاً ككبار لتقييم علاقتنا مع جميع الدول، أما عن علاقة القاهرة بواشنطن خلال الفترة المقبلة، فسيكون الوضع مختلفاً بكل تأكيد، وستسعى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب إلى شراكة أكبر مع مصر.