لا شك أن إنجازات الفرنسي زين الدين زيدان تدعو الى التساؤل حول ماهية قدرات المدرب الذي يخطو خطواته الأولى في عالم التدريب.

من المؤكد ان الاشراف على فريق بحجم ريال مدريد الاسباني يعتبر مسؤولية قد يتحاشاها كبار مدربي العالم بسبب الضغط الاعلامي والجماهيري الكبير الذي قد يقع على اي مدرب يشرف على هذا الصرح الرياضي الكبير، فعلى الرغم من الامكانات التي يمتلكها الفريق على مر التاريخ والنجوم الكبار الذين يزينون تشكيلة الميرينغي كل عام، فإن تولي مهمة الاشراف الفني على فريق ريال مدريد يعتبر من المهمات الانتحارية لأي مدرب يجرؤ على قبولها، فالنجاح مع الملكي يعتبر أمرا اعتياديا، بينما الفشل قد يقود المدرب الى التهلكة أو حتى انهاء مسيرته كمدرب للاندية الكبرى، فتدريب الريال سلاح ذو حدين، لا يحمله إلا فارس شجاع، أو مجنون يهوى المغامرة ولا يخشى الفشل.

Ad

وبالعودة الى الفرنسي زيدان، فمنذ تعيينه قبل أقل من عام، تمكن من انجاز العديد من الأمور بعيدا عن الانجازات والالقاب، فالفريق كان يعاني مشاكل داخلية مرتبطة بانقسام اللاعبين بتوجهاتهم وارتباطهم مع المدربين السابقين، كما ان علاقة ادارة الفريق ببعض اللاعبين لم تكن على خير ما يرام، وقد نجح زيدان الى حد كبير بخلق تجانس بين لاعبيه فيما يخص علاقة بعضهم ببعض، وكذلك علاقاتهم بإدارة وجماهير الفريق.

من جانب آخر، كان الريال يعاني قليلا من غطرسة بعض النجوم الكبار، وعلى رأسهم البرتغالي رونالدو الذي يفضل اللعب بطريقته الخاصة وتحقيق أهدافه الشخصية بغض النظر عن المساهمة في فوز فريقه بالدرجة الاولى، الا ان "زيزو" بشخصيته القوية وسمعته في عالم الرياضة تمكن من كبح جماح رونالدو وقاده الى لعب الدور الذي يتماشى مع مصالح فريقه ولا يضر أهدافه الشخصية على حد سواء، وقبل الشروع بذكر انجازات زيدان كمدرب جديد على الساحة الرياضية، لا يمكن إهمال الدور الذي لعبه في خلق تشكيلة متوازنة جدا للنادي الملكي خلال فترة قصيرة.

مسيرة مثالية قاد بها زيدان فريقه في أقل من عام (حل مدربا للفريق في يناير الماضي خلفا للمدرب الاسباني رافا بينيتيز)، حيث احرز النادي بقيادته لقبه الـ11 في دوري ابطال اوروبا في أول تجربة للمدرب الفرنسي، كما خاض الملكي خلال القترة الماضية سلسلة من 36 مباراة دون خسارة في مختلف المسابقات آخرها المباراة النهائية أمام كاشيما الياباني في مونديال الاندية، والتي فاز بها الريال بنتيجة 4-2 وظفر باللقب للمرة الثانية في تاريخه.

مميزات أخرى لزيدان

عاش لاعبو ريال مدريد فترات متباينة قبل قدوم زيدان من حيث العلاقة مع المدرب، حيث كان بينيتيز يميل الى تغيير التشكيلة في كل مباراة يخوضها الريال، مما أفقد الفريق عنصر التجانس، كما ان بينيتيز لم يهتم كثيرا بالجانب الدفاعي وحاول استغلال نجوم ريال مدريد في خطي الوسط والهجوم لاحراز اكبر عدد من الاهداف، الأمر الذي كبد الفريق العديد من النتائج السلبية بسبب ضعف التغطية الهجومية وتسهيل مهمة مدربي الخصوم للعب على التأمين الدفاعي والهجمات المرتدة، وقبل ذلك، كان البرتغالي جوزيه مورينيو على عكس خلفه بينيتيز، حيث ركز بشكل كبير على التأمين الدفاعي مما جعل الفريق الذي يمتلك احدى أفضل الترسانات الهجومية في العالم بغلة تهديفية متواضعة نظرا لما يملكه، كما ان مورينيو كان صارما مع لاعبيه بشكل مبالغ فيه، فضلا عن الأدوار المعقدة التي كان يطلبها من لاعبيه خلال المباريات والتفاصيل الدقيقة التي يطلب من نجوم الفريق تنفيذها، الامر الذي حيد كثيرا من امكاناتهم.

وجاء فرج الملكي بقدوم زيدان في يناير 2016، حيث بدأ مشواره مع الفريق بشكل مثالي ونافس بضراوة كلا من برشلونة (البطل)، واتلتيكو مدريد على لقب الليغا، كما أنه أهدى جماهير الريال اللقب الحادي عشر بدوري ابطال اوروبا، البطولة المحببة لدى جماهير النادي العريق، كما ان الفريق أحرز بعد ذلك كأس السوبر الاوروبية بتفوقه على اشبيلية بطل "يوروبا ليغ".

الريال يعيش أفضل فتراته

وفي الموسم الحالي يعيش الفريق إحدى افضل فتراته وهو يقدم مستوى رائعا جدا بتشكيلة متوازنة وهو يواصل مشواره لخطف لقب الليغا بتصدره البطولة بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، كما أنه يمتلك مباراة مؤجلة بسبب ارتباطه السابق ببطولة مونديال الأندية.

الخلاصة، من المجحف الإشارة الى زيدان أنه مدرب محظوظ فما قدمه حتى الآن مع الملكي لا يمت إلى الحظ بأي صلة.

ساركوزي لخلافة الخليفي

يبدو أن عشق الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لنادي باريس سان جرمان قد يضعه على كرسي الرئاسة في العام المقبل حسبما أشارت مجلة "جي كيو" امس الاول.

وأشارت مصادر المجلة الشهيرة إن ادارة النادي تفكر في اعطاء مهمه رئاسة النادي الى شخص يمتلك شخصية قيادية وفكرا رياضيا لنادٍ بحجم سان جرمان.

يذكر ان ساركوزي الذي يبلغ من العمر ( 61 عاما) من أبرز مشجعي النادي الباريسي ، فقد حضر اكثر من 90 في المئة من مباريات الفريق في الموسم الماضي، وتشير التوقعات الى صعوبة فوز ساركوزي في الانتخابات الرئاسيه لفرنسا، وبذلك سيتاح لساركوزي تولي رئاسة النادي الذي تربطه علاقات قوية بملاكه القطريين من أجل خلافة الرئيس الحالي ناصر الخليفي.