صورة رسمتها قلوب

نشر في 20-12-2016
آخر تحديث 20-12-2016 | 00:10
 يوسف عبدالله العنيزي أهل الخليج بأسره، يداً بيد، وخطوات ثابتة واثقة مؤمنة بربها وأرضها وشعوبها وابتسامة يملؤها التفاؤل والأمل, صورة تجاوزت الأوراق وعدسات الكاميرا لتطبع في قلوب أهل الخليج كلهم، ولا نقول للحاقدين والحاسدين موتوا بغيظكم، فلسنا طلاب فتنة وحروب، بل نحن طلاب سلام ورخاء للشعوب, فلنضرع إلى المولى القدير أن يديم علينا نعمه التي لا تعد ولا تحصى, فهل هناك نعمة تضاهي أن تكون أرضنا أرض الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ وهل هناك نعمة تضاهي أن يضم ثرى أرضنا رفات أطهر خلق الله خاتم الأنبياء، وسيد المرسلين محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، الذي أقسم على أن يحمل أمانة نشر هذا الدين حتى يظهره الله أو يهلك دونه؟ وها هو الإسلام ينشر نوره في كل أرجاء الدنيا, فما أروع ذلك المسجد الذي شيد على أطراف غابات الأمازون، وكم هو رائع ذلك المسجد الضخم الذي بني في مدينة "نيامي" عاصمة جمهورية النيجر وسط إفريقيا، أو تلك المساجد التي انتشرت في مدينة "ليما"عاصمة جمهورية البيرو على سواحل محيط الباسفيك، وغيرها الكثير على نطاق العالم، ما أروع أن يغرس الله في قلوب قادتنا الرحمة، فأحبوا شعوبهم وأحبتهم شعوبهم، فغدت بلادنا تلك الصحراء المترامية الأطراف التي يغوص في رمالها الطير إذا ما حط عليها، فغدت اليوم مصدر رزق لملايين البشر من كل أنحاء الدنيا.

والآن وبعد أن عُقِدت القمة الخليجية واجتمع قادتنا لبحث كل ما من شأنه الحفاظ على أمن وسلامة دولنا وتوفير الرخاء لشعوبها، وبالتأكيد كان هناك اهتمام ومشاركة للأمة في ما تعانيه من مآسٍ في بعض دولنا العربية، فأنا على يقين بأن قادتنا يدركون حجم المسؤولية التاريخية التي ألقاها القدر على أكتافهم وسيعمل الجميع بكل إخلاص وجهد لاستتباب الأمن والسلام في كل أنحاء المنطقة، وهم قادرون على ذلك, فلنبدأ الآن بالتحرك لرأب الصدع في العلاقات العربية - العربية وإيجاد الحلول قبل أن تفرض علينا من أطراف خارجية جعلت لمصالحها الأولوية, كم نتمنى أن يتم تكوين لجان متعددة بحيث يرأس كل لجنة أحد وزراء الخارجية في دول المجلس تكون مهمتها زيارة عواصم الدول العربية التي تعاني أوضاعاً غير مستقرة مثل دمشق وبغداد وصنعاء وبنغازي ومدينة رام الله في فلسطين، وذلك لوضع الخطوط العريضة للتوصل إلى حلول تحفظ علينا دولنا من أي تدخل خارجي أو إثارة فتن بين أبناء الوطن الواحد، وبالتأكيد ليس ذلك بالسهل أو الهين، ولكن بالتصميم والإخلاص والرغبة في إحلال السلام والرخاء لكل شعوبنا العربية التي عانت، ولا تزال، الكثير من ويلات الحروب، كفانا استجداء لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي الحاضر الغائب أو المنظمات الدولية أو اجتماعات الجامعة العربية، رحمها الله، أو غيرها "فما يونس النار إلا واطيها"، فلنعمل على إطفاء تلك النيران التي غدونا نكتوي ببعض شررها، حفظ الله دول مجلس التعاون الخليجي، وحفظ قادتها وشعوبها من كل سوء ومكروه، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

حليمة... ومجلس الأمة

حليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالجود والكرم، وضرب به المثل في ذلك, ولكن زوجته حليمة كانت على النقيض منه, لدرجة أن يدها كانت ترتجف كلما وضعت السمن لطبخ الأكل فتقلله جداً، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم، فقال لها إن الأقدمين يقولون إن الله يزيد في عمر المرأة كلما زادت السمن في الأكل, فأخذت حليمة تزيد السمن حتى أصبح طبخها طيباً, وشاء الله أن تفقد حليمة ابنها فجزعت عليه وتمنت الموت فأخذت تقلل السمن من جديد، فسرى هذا المثل "عادت حليمة لعادتها القديمة". والسؤال البريء الآن: هل تقمص الإخوة أعضاء مجلس الأمة شخصية حليمة؟

back to top