إجلاء 20 ألف مدني من حلب... ومجلس الأمن يصوّت على مراقبين

● خروج أول دفعة من الفوعة وكفريا وإنقاذ 47 طفلاً يتيماً
● اجتماع ثلاثي في موسكو... وطهران تعد بالتعامل بإيجابية

نشر في 20-12-2016
آخر تحديث 20-12-2016 | 00:05
حافلات تنتظر إجلاء المزيد من المدنيين من حلب الشرقية أمس (إي بي إيه)
حافلات تنتظر إجلاء المزيد من المدنيين من حلب الشرقية أمس (إي بي إيه)
تمكن أكثر من 20 ألف شخص من الخروج من حلب "الشرقية" قبل تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار يتيح نشر مراقبين للإشراف على عمليات الإجلاء، مما يشكل آخر بارقة أمل للمدنيين المهددين بالبرد والجوع.
عشية انطلاق محادثات جديدة بين حليفي الرئيس السوري بشار الأسد روسيا وإيران بمشاركة تركيا، الداعمة الرئيسية للمعارضة، استؤنفت عمليات الإجلاء في مدينة حلب مع خروج أكثر من 4 آلاف شخص من آخر جيب تحت مناطق سيطرة فصائل المسلحة شرق المدينة، صباح أمس، بعد تأخير استمر ساعات.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، أنه تم إجلاء 20 ألف مدني في المجمل من حلب «الشرقية» حتى الآن بينهم 4500 شخص تم إجلاؤهم منذ منتصف ليل الأحد- الاثنين، مشيراً إلى أن الجهود لاتزال مستمرة.

ووفق مسؤول من الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عشرات الحافلات، التي تقل الآلاف وصلت إلى مناطق تابعة لفصائل المعارضة في الريف إلى الغرب من المدينة.

ولم يعلن رسمياً أمس، استئناف عمليات الاجلاء، التي علقها النظام الجمعة، لكن رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين أحمد الدبيس أكد وصول ثلاثة آلاف شخص صباح أمس، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة بينهم 1200 إلى غرب حلب، عبر موكبين يتألف كل منهما من عشرين حافلة بعد انتظار في وضع سيئ جداً لأكثر من 16 ساعة.

بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، إن قرابة 50 طفلاً كانوا محاصرين في دار للأيتام بمنطقة شرق حلب تم إجلاؤهم أمس، وبعضهم في حالة حرجة نتيجة الإصابات والجفاف.

الفوعة وكفريا

وفي سياق عمليات الاجلاء، تمكن 500 شخص أمس، من مغادرة بلدتين ذات غالبية شيعية مواليتين للنظام تحاصرهما فصائل المعارضة في محافظة إدلب المجاورة لحلب بحسب المرصد السوري.

وكانت عشرين حافلة تستعد لدخول بلدتي الفوعة وكفريا مساء أمس الأولن حين قام مسلحون بمهاجمتها وحرقها، في حادث خطير أدى إلى مقتل سائق وإرجاء استئناف عمليات الإجلاء المتزامنة وفق اتفاق تم التوصل اليه بين روسيا وتركيا، تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقدر مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا الخميس انه لا يزال نحو 40 ألف مدني عالق في حلب وما بين 1500 إلى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.

وتمكن 8500 شخص من الخروج من الأحياء الشرقية في حلب بحسب المرصد قبل أن تعلق هذه العمليات الخميس بسبب الخلاف حول عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا.

وسيطرت قوات النظام السوري على الأحياء الشرقية كاملة تقريباً بعدما كانت تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ 2012 إثر هجوم جوي وبري واسع النطاق استمر شهراً بموازاة حصار محكم منذ يوليو الماضي.

وفي نيويورك، صوّت مجلس الأمن أمس على مشروع قرار جديد يهدف إلى ضمان حسن سير عمليات اجلاء المدنيين والمسلحين من حلب عبر نشر مراقيبن. في ختام مداولات طويلة في جلسات مغلقة أمس الأول، اتفقت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس على تسوية لتعديل النص الذي قدمته فرنسا وكانت روسيا تهدد باستخدام الفيتو ضده.

واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين، الذي استخدم على الدوام الفيتو لوقف مشاريع قرارات تتعلق بسورية، أنه «نص جيد». فيما أعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر أن الأعضاء الـ15 توصلوا إلى «أرضية تفاهم»، وتوقعت سفيرة الولايات المتحدة سامنثا باور أن التصويت هذه المرة سيكون «بالإجماع».

وبحسب مسودة المشروع، فإن النص «يطالب الأمم المتحدة وهيئات أخرى متصلة بالإشراف بطريقة ملائمة ومحايدة بشكل مباشر على عمليات الإجلاء من الأحياء الشرقية من حلب». وسيكون على الأمم المتحدة من أجل تحقيق هذه الغاية «نشر موظفين إضافيين».

اجتماع ثلاثي

إلى ذلك، قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية، إن وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا سيجرون محادثات في موسكو اليوم لإعطاء قوة دفع جديدة بهدف التوصل لحل في حلب، موضحاً أنه «ليس بالاجتماع المعجزة لكنه سيمنح كل الأطراف فرصة للاستماع إلى بعضها بعضاً وفهم آراء الأطراف الثلاثة وتوضيح أين تقف ومناقشة إلى أين تذهب».

وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن «الاجتماع جاء باقتراح إيراني نظراً إلى تعقيد تطورات حلب»، مؤكدة أن «طهران ستتعامل بإيجابية مع أي تحرك إيجابي من قبل دول الخليج بشأن حلب». وعلى جبهة ثانية، أكد المرصد السوري أمس، سقوط عدة قرى كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش» في أيدي قوات سورية الديمقراطية (قسد)، في تقدم جديد للحملة العسكرية، التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويأتي أحدث تقدم إلى مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب والشمال الغربي من الرقة في أعقاب مكاسب سابقة لقوات «قسد»، ذات الغالبية الكردية، على جبهة أخرى أوصلتها إلى مسافة 30 كيلومتراً من المدينة.

وفيما أوضح المرصد أن ثلاثة من مقاتلي «قسد» قتلوا بعد أن سيطروا على خمس قرى، أفادت مواقع مقربة من «داعش» عن مقتل جندي أميركي في هجوم للتنظيم على قرية «خنيز» في ريف الرقة الشمالي.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش التركي مقتل أحد جنوده قتل في انفجار سيارة ملغومة في الباب أمس الأول، وأن 11 من المتشددين قتلوا في اشتباكات مع فصائل عملية «درع الفرات».

باور: المجاعة تهدد مضايا و50 ألف محاصر بالوعر

حذرت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن سامنتا باور من أن شبح المجاعة يهدد أهالي مدينة مضايا المحاصرة في ريف دمشق من جديد.

وفي مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الأمن، أوضحت باور أن التركيز على حلب لا يعني إغفال المناطق الأخرى، مشيرة الى ان هناك 50 ألف شخص محاصرين في حي الوعر بحمص، وستنفد المواد الطبية في المستشفيات هناك.

back to top