«داعش» يباغت «الحشد»... والعامري يهاجم «صانعي الوهم»

«مبادرة التسوية» تراوح مكانها والجبوري يناقشها مع عاهل الأردن وخلافات سنية - سنية تؤجل حسم «التعديل»

نشر في 20-12-2016
آخر تحديث 20-12-2016 | 00:06
وزيرة الدفاع الإسبانية ماريا دولوريس تصافح عناصر كتيبة إسبانية تقوم بمهام تدريبية للقوات العراقية في بغداد أمس (إي بي أيه)
وزيرة الدفاع الإسبانية ماريا دولوريس تصافح عناصر كتيبة إسبانية تقوم بمهام تدريبية للقوات العراقية في بغداد أمس (إي بي أيه)
هاجم «داعش» ميليشيات «الحشد الشعبي» غرب الموصل في وقت توقع زعيم «حركة بدر»، المنضوية ضمن الحشد، أن تطول معركة استعادة السيطرة على المدينة التي دخلت شهرها الثالث، وانتقد من راهن على تسليم التنظيم المتشدد لها وتركها لقوات الجيش، فيما أجلت خلافات بين القوى السنية اجتماعا كان مقررا لحسم موقفها من مبادرة «التسوية السياسية».
غداة تلقي القوات العراقية، المشاركة في معركة استعادة السيطرة على الموصل من تنظيم "داعش"، لتعديلات بشأن الخطط العسكرية بعد تباطؤ تقدمها على أكثر من محور باتجاه المدينة، شن التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" مزيدا من الهجمات على المواقع الخاضعة لسيطرة ميليشيات "الحشد الشعبي" غرب الموصل.

وأفاد ضابط في الجيش العراقي بأن مسلحي التنظيم المتشدد شنوا هجوما على الحشد في قرية حمود عبدالعزيز على المحور الغربي للموصل، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى من كلا الطرفين في تلك المعارك.

وبثت وكالة "أسوشيتد برس" مشاهد مصورة قالت إنها تظهر جنودا عراقيين يطلقون النار على طائرة من دون طيار تابعة لـ "داعش" فوق مدينة الموصل، مضيفة أن الطائرة ألقت متفجرات فوق أحد أحياء المدينة التي تسيطر عليها القوات العراقية.

وكانت القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي شنت أمس الأول هجمات على مواقع التنظيم في حي الوحدة شرق الموصل، لكنها لم تحقق تقدما ملحوظا في الحي "بسبب المقاومة الشرسة التي أبداها مقاتلو التنظيم واعتمادهم على القناصة والعبوات الناسفة".

وتحدثت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم عن سقوط نحو عشرين من مليشيا "الحشد الشعبي" بين قتيل وجريح في انفجارين بمخمور جنوبي الموصل.

وكان قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري قد أكد في وقت سابق مساء أمس الأول أن "القوات الأمنية جاهزة للتحرك في جميع المحاور بعد صدور الأوامر العسكرية الجديدة ووصول تعزيزات عسكرية إلى الأحياء الشرقية"، مشيراً إلى ان "القوات الأمنية ستعلن قريباً استعادة الساحل الأيسر لمدينة الموصل بالكامل".

ويأتي هذا التطور بعد ما كان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن، الثلاثاء الماضي، تغيير كامل الخطط العسكرية لمعارك تحرير الموصل.

وهم الموصل

ومع دخول معركة الموصل شهرها الثالث بدعم من التحالف الدولي ومشاركة نحو مئة ألف من القوات العراقية والمقاتلين المتحالفين معها تبدو القوات العراقية بعيدة عن تحقيق التعهد الذي قطعه رئيس الوزراء على نفسه باستعادة المدينة قبل نهاية العام الحالي الذي شارف على الانتهاء.

وقال الأمين العام لميليشيات "منظمة بدر"، المنضوية ضمن مكونات "الحشد الشعبي" الشيعي الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية، إنه كان من المعلوم، ومنذ اليوم الأول لمعركة استعادة الموصل من "داعش" أن المعركة ستطول.

وأضاف العامري في تسجيل مصور نشر على الموقع الرسمي للحشد: "إن قطعات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب يخوضون معارك شرسة لتحرير الموصل، فيما أوهم البعض المواطن بأن المعركة ستحسم خلال أيام".

وتابع العامري قائلا: "بعض المتوهمين بنوا نظريتهم هذه على أن داعش سيتفق مع البعثيين وينسحب من الموصل لتسليم المدينة للجيش، إننا كنا نتوقع منذ الأيام الأولى أن معركة الموصل ستطول وأن داعش سيقاوم بقوة في المدينة".

مراوحة وخلافات

في سياق آخر، لا يزال مقترح مبادرة "التسوية السياسية"، الذي طرحه رئيس "التحالف الوطني" الشيعي، عمار الحكيم، يراوح مكانه. ولم توحد الكتل الحزبية مواقفها بعد داخل البيتين الشيعي والسني.

من جانبه، قال رئيس الحكومة، المنتمي إلى حزب "الدعوة"، إنه مع مبادرة "التسوية الوطنية والمصالحة المجتمعية لتوحيد العراقيين ضد الإرهاب وتخليصهم من الفرقة التي زرعها داعش بين أبناء القبيلة الواحدة".

كذلك سبق موقف العبادي من التسوية إعلان من "التحالف الوطني" عن تنفيذ بنود التسوية بعد استعادة الموصل، إلا أن فرقاء من البيت الشيعي لا يزالون بعيدين عنه حيث رفضها رئيس "ائتلاف دولة القانون"، نوري المالكي، فيما عدل عليها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر وأرسلها إلى رئيس البرلمان، سليم الجبوري، لتقريب وجهات النظر.

وتخلف "تحالف القوى" السني، أمس عن تقديم "ورقة تسوية معدلة"، كما وعد في وقت سابق، بسبب انقسامات بين كتلته الحزبية. وطالب عناصر التحالف بالمزيد من الوقت لعقد اجتماعات، فيما أوضحت مصادر برلمانية أن التعديلات على ورقة التسوية قد أكملها قادة "تحالف القوى"، لكن الموافقة عليها لا تزال على طاولة البحث.

وتأجلت النقاشات بين الكتل السنية إلى ما بعد عطلة أعياد رأس السنة الميلادية.

تنسيق إقليمي

في موازاة ذلك، أعلن رئيس البرلمان العراقي، أمس، أنه بحث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني العلاقات الثنائية ومستجدات الوضع الاقليمي الراهن، بحضور نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ورئيس كتلة "العربية" صالح المطلك.

وكشف مصدر برلماني أن زيارة الجبوري والنجيفي والمطلك إلى العاصمة الأردنية عمان جاءت، لمناقشة مبادرة التسوية العراقية التي بحثها رئيس "التحالف الوطني" مع ملك الأردن في وقت سابق.

تصديق

في سياق قريب، صادق الرئيس العراقي فؤاد المعصوم، أمس، على قانون "هيئة الحشد الشعبي" الذي أقره البرلمان وسط اعتراضات وانسحاب لأعضاء تحالف القوى السني في جلسة عقدت 26 نوفمبر الماضي.

الرئيس العراقي يصادق على قانون «هيئة الحشد الشعبي» المثير للجدل
back to top