مع انتقال التقارب الروسي- التركي إلى مراحل أكثر أهمية، شهدت أنقرة أمس هجوماً غير مسبوق استهدف السفير الروسي أندريه كارلوف، وأسفر عن مقتله وإصابة ثلاثة آخرين.

ووقع الهجوم، الذي نفذه ضابط في قوات مكافحة الشغب بأنقرة، بحسب رئيس بلدية العاصمة التركية مليح غوكتشيك، أثناء كلمة كان يلقيها كارلوف في افتتاح معرض صور نُظِّم بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية منطقة جانقايا.

Ad

ووسط أنباء عن إطلاق نار قرب السفارة الأميركية في أنقرة أيضاً، ذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، أن المهاجم تمكن من دخول قاعة المعرض عبر استخدام بطاقة هوية لرجل أمن، مشيرة إلى أن قوات الأمن «شلت حركته»، قبل أن تعلن مقتله في إطلاق نار لاحقاً.

وأظهرت لقطات مصورة منفذَ الاعتداء وهو يطلق النار من مسافة قريبة على السفير، ويتحدث عن قيامه بهذا الفعل انتقاماً لما تقوم به القوات الروسية المساندة لنظام الرئيس بشار الأسد في حلب.

وقبل تلقيه اتصالاً من نظيره التركي رجب طيب إردوغان تناول تفاصيل الحادث، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بتكليف وزير الخارجية سيرغي لافروف وقادة أجهزة المخابرات إعدادَ تقرير حول الاعتداء، في حين أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا وفاة كارلوف، واصفة ذلك بأنه «عمل إرهابي».

وجاء الهجوم قبل يوم واحد من مشاركة وزير الخارجية الروسي ونظيريه التركي مولود جاويش والإيراني محمد جواد ظريف في اجتماع ثلاثي مهم لمناقشة الوضع في سورية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الرسمية عن برلماني روسي بارز أن المحادثات الروسية التركية الإيرانية ستجرى في موسكو اليوم رغم مقتل السفير.

وتزامناً مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة استئناف محادثات السلام السورية في جنيف 8 فبراير المقبل، صوّت مجلس الأمن بالإجماع أمس على نشر سريع لمراقبين تابعين للأمم المتحدة في حلب، للإشراف على عمليات الإجلاء من المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، والاطمئنان على مصير المدنيين الذين لا يزالون عالقين هناك.

وتبنى مجلس الأمن مشروع قرار فرنسياً نال دعم روسيا أيضاً، ما يشكل أول موقف موحد بين القوى الكبرى حول الملف السوري منذ أشهر، ويطلب القرار قيام الأمم المتحدة بـ«مراقبة مناسبة وحيادية ومباشرة لعمليات الإجلاء من شرق حلب وأحياء أخرى بالمدينة، إضافة إلى اتخاذ الأمين العام بان كي مون خطوات عاجلة للسماح للمراقبين بالإشراف على «سلامة المدنيين» والتشاور مع الأطراف المعنية بشأن عملية الانتشار.