شهد اليمن معارك جديدة بين القوات الحكومية والحوثيين أسفرت عن مقتل 22 شخصاً من الطرفين، في وقت أعلن التحالف العربي أنه استخدم «بشكل محدود» قنابل عنقودية خلال هذا النزاع.

Ad

وقالت مصادر عسكرية لوكالة فرانس برس أن الحوثيين شنوا مساء الأثنين هجوماً على مواقع القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي عند الأطراف الشمالية لمدينة تعز في جنوب غرب اليمن.

وحقق المهاجمون خلال الساعات الأولى من الهجوم تقدماً، غير أن القوات الحكومية سرعان ما استعادت مواقعها بعد وصول تعزيزات، بحسب المصادر ذاتها.

وأعلنت هذ المصادر أن ثمانية من عناصر القوات الحكومية و14 من المتمردين قتلوا في المعارك التي استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة، لافتة إلى أن الهدوء يخيم على تعز والأطراف المحيطة بها منذ صباح الثلاثاء.

وتسيطر القوات الحكومية على تعز غير أن المتمردين الحوثيين المتحالفين مع المسلحين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح يحاصرون المدينة من ثلاث جهات.

وفي مواجهات أخرى، قتل ضابطان في القوات الحكومية وثلاثة متمردين مساء الأثنين في معارك شهدتها مدينة ميدي في محافظة حجة شمال اليمن، حسبما أفاد مصدر عسكري فرانس برس.

تدهور

يشهد اليمن نزاعاً مسلحاً منذ أكثر من 20 شهراً أوقع أكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 37 ألف جريح مع تدخل التحالف الذي تقوده السعودية أواخر مارس 2015 دعماً للرئيس المعترف به دولياً هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم، بحسب الأمم المتحدة.

وتسبب النزاع بتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كبير لنحو 26 مليون يمني، وحرم أكثر من ثلثي السكان من الحصول على الغذاء اللازم والعناية الطبية.

واتهمت منظمات لحقوق الإنسان التحالف مراراً بقتل مدنيين أثناء عمليات القصف الجوي خصوصاً تلك التي أصابت مستشفيات أو تجمعات.

وفي هذا السياق، أعلن التحالف العربي انه استخدم خلال هذا النزاع «بشكل محدود» قنابل عنقودية بريطانية الصنع بهدف «حماية حدود المملكة العربية السعودية من القصف والاعتداءات المتكررة».

وأسفر قصف الأراضي السعودية من داخل اليمن عن مقتل حوالي مئة مدني وعسكري سعودي.

وشدد بيان التحالف الأثنين على أن هذه الذخائر «لم يتم استخدامها في المناطق السكنية المدنية»، وقال أن «القانون الدولي لا يحظر استخدام الذخائر العنقودية، ولكن قامت بعض الدول بالالتزام بعدم استخدام الذخائر العنقودية من خلال الانضمام إلى اتفاقية الذخيرة العنقودية».

وذكر بأن «السعودية وجميع دول التحالف ليسوا أعضاء في هذه الاتفاقية، وبالتالي فإن استخدام قوات التحالف لهذا النوع من الذخائر لا يعد مخالفاً لأحكام القانون الدولي».

وخلص البيان إلى الإعلان عن أن السعودية «قد قررت إيقاف استخدام الذخائر العنقودية من نوع بي ال-755، وأبلغت حكومة المملكة المتحدة بذلك».

ودعت منظمة الشفافية الدولية السعودية إلى «التوقف الفوري عن استخدام الذخائر العنقودية وتدمير مخزونها منها».

وطالبت من جهتها منظمة هيومن رايتس ووتش بريطانيا بالتوقف عن بيع السعودية أسلحة تستخدم في اليمن، كما طلبت منظمة اوكسفام من لندن التوقف عن دعم الرياض عسكرياً.

والأسبوع الماضي جمد البيت الأبيض نقل ذخائر إلى حليفه السعودي على خلفية حملة الضربات الجوية التي يشنها التحالف في اليمن.

محادثات السلام

وتحاول الأمم المتحدة إعادة اطلاق محادثات السلام في هذا البلد والمتوقفة منذ أغسطس من خلال خريطة طريق قدمها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الأطراف اليمنية في أكتوبر.

وفي هذا السياق، أكدت دول مجلس التعاون الخليجي الست في بيان أصدرته الأثنين تاييدها لخريطة الطريق المقترحة لاستئناف محادثات السلام، وذلك غداة اجتماع في الرياض للجنة الرباعية لاحلال السلام في اليمن والتي تضم السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف بن راشد الزياني في البيان أن «المبادرة المقترحة من الأمم المتحدة ستكون أساساً لاستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات المعتمدة».

وأوضح أن دول مجلس التعاون التي تشارك خمس منها في التحالف العربي العسكري «تأمل أن تسفر جهود اللجنة الرباعية عن وقف لإطلاق النار في اليمن، واستئناف مفاوضات السلام، وايصال مساعدات الاغاثة الانسانية للشعب اليمني في كافة المحافظات للتخفيف من معاناته».

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب الأحد في الرياض عن أمله بالتوصل إلى هدنة جديدة في اليمن خلال اسبوعين.

وستكون هذه الهدنة المحاولة الثامنة للتوصل إلى وقف لاطلاق النار في النزاع الذي خلف أكثر من سبعة آلاف قتيل منذ مارس 2015 وفقاً لتقديرات للأمم المتحدة.