«ساكسو بنك»: أداء «500 S&P» لا يعكس الازدهار الاقتصادي
ذكر تقرير صادر عن «ساكسو بنك» أن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للأسهم أغلق عند 2258.07 نقطة يوم الجمعة الماضي، بارتفاع 0.6 في المئة فقط مقارنة مع أعلى مستوياته حتى الآن، مما يشير إلى أن الأسهم الأميركية تدخل مجدداً إلى منطقة جديدة.وحسب التقرير، وبشكل طبيعي، يمكن الاعتقاد بوجود ارتباط بين هذه النتائج وارتفاع معدلات النمو والتضخم والارتياح؛ لكن كما هي الحال مع كل المكونات الأساسية للتوسع الحالي، تجري رياح أداء البيع الفوري بخلاف الظروف الاعتيادية.
معدلات النمو ما زالت باهتة
وفي التفاصيل، وعلى الرغم من البوادر العديدة، التي تشير إلى أن الأمور آخذة بالتحسّن، وأن التضخم يلوح في الأفق، تُظهر الصورة الأوسع للاقتصاد الأميركي أنه ما زال يخوض مسيرة نمو أدنى من التوجه، وفي الحقيقة، فإن هذه الفترة، التي تتسم بمعدلات نمو أدنى من التوجه هي الأطول من نوعها منذ الأزمة المالية الكبرى.وإضافة إلى حالة التخبط، التي يشهدها الاقتصاد، لا يبدو أن المستثمرين يعولون على أوقات أفضل مستقبلاً بالنسبة لأي توجه واسع النطاق، فيما يلوح التضخم في الأفق. وتواصل هذه السوق، التي تراهن على تصاعد الأسعار كونها واحدة من الأمثلة المكروهة إلى حد بعيد، وتتسم بأدنى مستويات المشاركة.واستجابت الأسواق المالية العالمية بشكل إيجابي لفوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ورؤاه حيال السياسات المالية – سواء استطاع فعلياً تحقيقها أم لا. ويبدو الجميع غير آبهين بأن سياساته لن تؤثر على الاقتصاد بشكل مباشر حتى بعد سبتمبر 2017 «لأن السنة المالية الحالية للحكومة الأميركية وضعت مسبقاً قيد التنفيذ». ويعتبر النمو العالمي على مدار الأشهر التسعة المقبلة نتيجة للإجراءات السابقة، التي اتخذها صناع السياسة وانخفاض معدلات النمو الحقيقية. وبالرغم من غياب الارتياح، اندفع تقييم مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نحو أعلى مستوياته منذ مارس 2002 عند 17.7 مرة من المكاسب الآجلة على مدى 12 شهراً، وهو أعلى من المعدل التاريخي في تلك الفترة نفسها بنسبة 18.4 في المئة. ويعكس التقييم الحالي حقيقة ما يتوقعه المحللون من نمو ربحية السهم بنسبة 19.1 في المئة على مدار الأشهر الـ12 المقبلة، على الرغم من الإشارات الواضحة للرياح المعاكسة الناجمة عن قوة الدولار الأميركي بالنسبة للشركات الأميركية (بحيث تشكل «أوراكل» أحدث المؤشرات الدالة على هذا التوجه).وعكَس ذلك ارتفاع معدلات نمو الأرباح نظراً للخطأ الذي وقع فيه المحللون حول توقعاتهم إزاء ربحية السهم بنحو 10-15 نقطة مئوية على مدار السنوات الثلاث الماضية، فيما اختفت التنبؤات أثناء الهبوط الحاد لأسعار النفط.ويمثل قطاع الطاقة أكبر «آمال» مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بحيث توقع المحللون نمو ربحية السهم بنحو 262 في المئة على مدى الأشهر الـ12 المقبلة. وفيما تتضح بوادر الانتعاش، من غير المؤكد أنه سيكون بمثل هذا الحجم الكبير. وتشير وجهة نظرنا الحالية بخصوص النفط إلى دخول مزيد من العروض إلى الأسواق لتضع سقفاً آخر على قيمة النفط الخام على الرغم من محاولة أوبك لتضخيم الأسعار.ويعتبر قطاع الرعاية الصحية واحداً من الافتراضات بالغة الأهمية في التوقعات المتميزة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، حيث يتوقع المحللون نمو ربحية السهم بنحو 30 في المئة على مدار الأشهر الـ12 المقبلة.ونجد صعوبة في تصديق قدرة هذا القطاع على تعزيز أرباحه بمثل هذا الحجم على خلفية العناوين السلبية جداً حول القطاع، والأخبار المستمرة التي تظهر عجز أفراد الطبقة المتوسطة عن تكبد أعباء الفواتير الطبية.كيف يستطيع القطاع تحفيز الأرباح بنسبة 30 في المئة في مثل هذه البيئة؟ستشكل المعدلات المرتفعة لأسعار الفائدة الأميركية نوعاً من الرياح المعاكسة للأرباح من أسهم المرافق العامة، والصناعات، والاتصالات والمشاريع العقارية جراء اعتمادها على موازنتها العامة.وترخي قوة الدولار الأميركي بثقلها على المصدرين والأرباح الأجنبية في مؤشر «ستاندر آند بورز 500»، بما يجعل افتراضات الانتعاش أكثر اعتماداً على التوسع المحلي، الذي يتدفق بشكل طبيعي في المؤشر عبر قطاعي السلع الاستهلاكية والخدمات المالية.ونؤكد مجدداً تفضيلنا للأسهم الأوروبية واليابانية مع دخولنا في عام 2017.