تزامنا مع توسيع الشرطة التركية نطاق التحقيق في اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف، ليشمل أقارب الشرطي في قوات مكافحة الشغب مولود الطنطاش، وصلت مجموعة من 18 محققا من عناصر أجهزة الاستخبارات ودبلوماسيين روس أمس إلى أنقرة، لاستيضاح ملابسات هذا الاعتداء غير المسبوق.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مستهل لقائه في موسكو مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، إن طائرة المحققين ستنقل الى روسيا جثمان السفير الذي قتل بعدة رصاصات أثناء القائه كلمة خلال افتتاح معرض فني في العاصمة التركية.

Ad

وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم "الكرملين" ديمتري بيسكوف أن "المجموعة ستعمل في تركيا في إطار التحقيق في اغتيال السفير كارلوف، وفقا لاتفاق تم التوصل إليه بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان خلال مكالمتهما الهاتفية".

وكشفت وسائل إعلام تركية أن الطنطاش تولى مهمة حراسة مقر السفارة الروسية في أنقرة أثناء مظاهرات أمامها الأسبوع الماضي، احتجاجا على العملية العسكرية في حلب.

وذكرت مصادر أمنية تركية أن 9 طلقات من أصل الـ11 التي أطلقها القاتل، أصابت السفير الروسي. وحسب تسريبات صحافية، فإن القاتل (23 عاما)، أخذ يوم إجازة من العمل عشية تنفيذه الهجوم، وحجز غرفة في فندق قريب من مكان الجريمة التي خطط لها.

وفي المساء، توجه الطنطاش إلى مركز الفن المعاصر الذي أقيم فيه معرض الصور، ودخل القاعة بعد أن عرض على الحراس بطاقة الشرطة التي كان يحملها. وفي داخل القاعة، وقف القاتل، الذي كان يرتدي بدلة رسمية، وراء السفير الروسي، واعتبره الحاضرون حارسا شخصيا للسفير كارلوف، حتى أطلق النار على ظهر السفير وأرداه قتيلا.

وذكرت صحيفة "حرييت" أن الطنطاش تصرف بطريقة مشابهة أثناء المحاولة الانقلابية في يوليو الماضي، عندما كان يخدم في شرطة دياربكر، وهو أخذ أيضا إجازة لمدة يومين قبل اندلاع أحداث محاولة الانقلاب، وتوجه إلى أنقرة، حيث أقام في فندق.

وتم اعتقال قائد الشرطة، الذي سمح له آنذاك بأخذ الإجازة، للاشتباه بالتورط في المحاولة الانقلابية، كما تم إبعاد الطنطاش نفسه عن العمل مؤقتا، لكنه عاد إلى مهامه في 16 نوفمبر الماضي.

وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن اغتيال السفير كارلوف استفزاز يستهدف العلاقات الطيبة بين روسيا وتركيا والتسوية في سورية.

وإذ أعرب بوتين عن تعازيه لذوي السفير، وأمر بتخصيصه بوسام حكومي، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه اتفق مع نظيره الروسي على مواصلة التعاون بينهما، بما يشمل الملف السوري رغم اغتيال السفير الروسي.

وقال إردوغان في خطاب ألقاه أثناء تدشين النفق الأول تحت مضيق البوسفور في اسطنبول: "نشاطر الرئيس بوتين وجهة نظره بأن تعاوننا مع روسيا في مختلف المجالات، وخصوصا حول سورية، يجب ألا يتعرقل بسبب هذا الهجوم". وأضاف: "لن نسمح على الإطلاق بتدهور علاقاتنا مع روسيا".

وتابع إردوغان أن "قواتنا الأمنية ومؤسساتنا القضائية ستوضح الحقيقة عبر التحقق من الحدث من كل الجوانب"، واصفا الاغتيال بأنه "استفزاز مناهض للعلاقات الروسية - التركية".