«شاحنة الموت» تصدم الألمان وتقتل 12... والمنفذ طليق

• ميركل تنكس الأعلام حداداً
• هولاند يحذر من تهديد إرهابي كبير
• النمسا تراجع تأمين أعياد الميلاد

نشر في 21-12-2016
آخر تحديث 21-12-2016 | 00:03
ميركل تستمع إلى شرح من رجل أمن في موقع الدهس وسط برلين أمس	(أ ف ب)
ميركل تستمع إلى شرح من رجل أمن في موقع الدهس وسط برلين أمس (أ ف ب)
لقي 12 شخصاً حتفهم في هجوم بشاحنة اقتحمت سوقاً لمستلزمات احتفال «عيد الميلاد» بمدينة برلين ليل الاثنين- الثلاثاء في اعتداء زاد من الضغوط التي تتعرض لها المستشارة أنجيلا ميركل بشأن سياستها المتعلقة بالهجرة بعد إلقاء القبض على مشتبه فيه، باكستاني الجنسية من طالبي اللجوء، في حين قررت عدة عواصم أوروبية مراجعة خططها الأمنية تحسباً لوقوع هجمات مشابهة.
في هجوم هو الأعنف على ألمانيا التي كانت تبدو أنها بمنأى عن الهجمات التي هزت فرنسا وبلجيكا المجاورتين، قتل 12 شخصاً وأصيب 48 بجروح، عندما دهست شاحنة حشداً في سوق لمستلزمات «عيد الميلاد» في برلين ليل الاثنين- الثلاثاء.

وأعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أمس أن الاعتداء «إرهابي»، وأشارت إلى احتمال أن يكون منفذه من طالبي اللجوء.

وقالت: «علينا على ضوء ما نعرفه أن نفترض انه هجوم ارهابي»، مضيفة «أعرف أنه سيكون على قدر خاص من الصعوبة، علينا أن نحتمل الأمر إن تأكد أن هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء في ألمانيا».

ونكست ألمانيا الأعلام فوق المباني العامة أمس حدادا على أرواح الضحايا، ومن المقرر أن يقام قداس لتأبين القتلى في كاتدرائية سانت أدويج وسط برلين.

وذكرت مجزرة برلين التي أثارت تعبئة فرق من المحققين والمسعفين طوال الليل في محيط الشاحنة والضحايا الممددين من حولها، بعملية مماثلة وقعت يوم العيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس الجنوبية حين اقتحمت شاحنة الكورنيش البحري موقعة 86 قتيلا.

ملاحقة واشتباه

وبعد ساعات من وقوع الحادث تمكنت الشرطة من توقيف مشتبه فيه باكستاني الجنسية حاول الاختباء داخل حديقة قريبة من السوق الذي شهد الحادث.

وأعلن وزير الداخلية توماس دي ميزيير أن المشتبه في أنه سائق الشاحنة التي اقتحمت سوق الميلاد نفى ضلوعه في الهجوم. وأكد أنه طالب لجوء باكستاني يبلغ من العمر 23 عاما.

وأشار الوزير الألماني إلى أن الشرطة ليست متأكدة من أن المشتبه فيه الباكستاني هو قائد الشاحنة. ولفت إلى إمكانية أن يكون الجاني الحقيقي طليقا، داعيا إلى توخي الحذر.

وفي حين عهد بالتحقيق الى النيابة العامة لمكافحة الارهاب، قامت الشرطة بعمليات دهم أمس في أحد أكبر مراكز اللاجئين في مطار «تمبلهوف» القديم في برلين، حيث يعتقد أن المشتبه فيه الباكستاني قد أقام به.

من جانب آخر، أكد وزير الداخلية أنه اتفق مع نظرائه المحليين في الولايات الألمانية على أنه سيتم مواصلة إقامة أسواق أعياد الميلاد (الكريسماس) والفعاليات الكبرى.

وأضاف أنه سيتم اتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية الاحترازية بشكل يتناسب مع الوضع في كل من هذه الأسواق، مؤكدا «أن إلغاء إقامة الأسواق سيكون أمرا خاطئا».

وشهدت ألمانيا مؤخرا عدة اعتداءات متفرقة، لكنها صغيرة نفذها أشخاص معزولون.

وكان تنظيم «داعش» تبنى في يوليو اعتداءين منفصلين نفذهما سوري في الـ27 من العمر وطالب لجوء في الـ17 يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى.

وسرعان ما بدأت الانتقادات لميركل حول سياستها السخية على صعيد الهجرة.

وكتب ماركوس بريتزل أحد المسؤولين في حزب «البديل لألمانيا» اليميني على «تويتر» «انهم قتلى ميركل»، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن «ألمانيا لم تعد آمنة» بمواجهة «ارهاب الإسلام المتطرف».

ونددت بقرار المستشارة فتح أبواب البلاد عام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول في العالم الاسلامي. كما وصل قرابة 300 ألف آخرين عام 2016.

وقد يشكل اعتداء سوق الميلاد في برلين ضربة جديدة الى المستشارة الالمانية التي تتعرض لانتقادات مستمرة بسبب سياسة الهجرة المنفتحة التي اعتمدتها في وقت بدأت تستعيد بعض الشعبية التي خسرتها منذ 16 شهرا نتيجة قلق عام من توافد اللاجئين.

مراجعة نمساوية

قررت عدة عواصم أوروبية تشديد إجراءات تأمين أسواق احتفالات عيد الميلاد وسط تصاعد للقلق بشأن تكرار مثل تلك الهجمات.

وأبلغت وزارة الداخلية النمساوية أمس، منظمي أسواق عيد الميلاد، أنه عليهم مراجعة خططهم الأمنية. كما تم وضع قوات الأمن في النمسا في حالة تأهب قصوى.

ويشار إلى أن أسواق أعياد الميلاد المفتوحة، التي لا حصر لها في النمسا، كما هو الوضع في ألمانيا، تعتبر مناطق جذب سياحي كبرى وفي فيينا وحدها، هناك 16 من هذه الأسواق في هذا الموسم.

طمأنة فرنسية

وسعت الحكومة الفرنسية أمس إلى طمأنة الناس على الأمن أثناء احتفالات نهاية العام بعد هجوم برلين الإرهابي.

وحث وزير الداخلية الفرنسي برونو لو رو الناس على الخروج والاحتفال رغم المخاوف الأمنية، قائلا إن «كل الإجراءات تتخذ لضمان الحماية خاصة في المئات من الأسواق المفتوحة التي تجتذب الملايين في الشوارع للاحتفال بعيد الميلاد».

وتوجه الوزير الفرنسي إلى مدينة ستراسبورج بشمال شرق فرنسا وزار أحد أقدم أسواق عيد الميلاد في أوروبا، حيث تقام أكشاك تبيع الأطعمة الاحتفالية والهدايا وتسطع الأنوار لاجتذاب مليوني شخص قبل 25 ديسمبر يوم عيد الميلاد.

وأقيمت حواجز كبيرة لمنع المركبات من دخول منطقة السوق في وسط ستراسبورج المحاط بالقنوات والجسور وتتخذ إجراءات تفتيش أمنية لمن يدخلون السوق.

من جانب آخر، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أن بلاده تواجه «مستوى عاليا من التهديد» الإرهابي وتتصدى له عبر خطة تيقظ «عالية جداً».

تضامن وإدانة

في هذه الأثناء، توالت ردود الفعل معلنة التضامن مع ألمانيا، في وقت تتعرض أوروبا بانتظام لاعتداءات تتبناها مجموعات جهادية.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «صدمته» لـ»وحشية» الهجوم، في حين أعلن الرئيس الفرنسي أن «الفرنسيين يشاطرون الألمان الحداد».

وبينما دان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب «الإرهابيين الإسلاميين» الذين يهاجمون بـ«استمرار المسيحيين»، أكد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما دعم بلاده الكامل للمستشارة الألمانية.

back to top