جريمة «أنقرة»: ما معنى هذا كله؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن هذه هي الحقيقة فأهل حلب، ومعهم غالبية العرب ومعظم المسلمين وكل صاحب ضمير في هذه الكرة الأرضية، عندما يرون قاصفات "السوخوي" الروسية تزمجر في سماء هذه المدينة التاريخية، وتلقي بحممها على المنازل والملاجئ والمستشفيات، وتمزق بشظايا صواريخها أجساد الأطفال، وعندما يسمعون صيحات القتلة بدوافع مذهبية وطائفية فإنه أمر طبيعي أن يفهموا، ومعهم كل صاحب ضمير حي في العالم كله، أن المستهدف هو العرب السنة، وأن كذبة المجموعات الإرهابية، التي يرددها القتلة، هي مجرد محاولة لتغطية عين الشمس بغربال.عندما يسمع أهل حلب صيحات وصرخات مقاتلي حزب الله الطائفية والمذهبية، ويرون فعل أيديهم، وعندما يشاهدون جنرال حراس الثورة الإيرانية قاسم سليماني "يتمختر" بطريقة "طاووسية" بين أكوام بيوت هذه المدينة التاريخية المهدمة، ومن خلفه زمجرات الطائفيين "المتوعدين" أهل هذه المدينة بتسديد ثارات تاريخية موهومة، تعود إلى نحو أكثر من ألف وخمسمئة عام، أفلا يعني هذا أن المستهدف بكل هذه الحرب ليس الإرهاب الدولي والتطرف، وإنما الذين يتم تهديم بيوتهم فوق رؤوسهم ورؤوس أطفالهم، والذين يتم اقتلاعهم من مدينتهم وتهجيرهم من مناطقهم إلى مناطق بعيدة، وفي عملية تفريغ "ديموغرافي" مقصودة، على غرار ما جرى في دمشق الشام في وقت مبكر.إن هذه هي الحقيقة، وهي حقيقة قد أوجعت ضمائر كل أصحاب الضمائر الحية في الغرب الأوروبي والأميركي وفي العالم بأسره، وبغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، ولذلك ومع إدانة عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة، بكل ما في قواميس الإدانة من مفردات، فإنه يجب ألا يكون مستغرباً أن يكون الشعب التركي أول المتأثرين بما جرى في مدينة حلب، ذات الغالبية العربية السنية، وهذا ينطبق على الباكستانيين والأفغان وقرابة مليار ونصف من المسلمين، وعلى كل أصحاب الضمائر الحية في العالم بأسره.