منظور آخر: عام جديد وحروب جديدة
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
لا بأس، أصبّر نفسي بأن أفضل ما يمكن تقديمه كفرد عادي لا يملك القرار، وليس لديه أي صفة سياسية أو قيادية ليتباحث مع القادة حول عملية السلام، هو على الأقل التبرع، الذي لا أملك سواه، لهؤلاء النازحين، لأقدم أبسط ما يمكنني تقديمه، ولكن هذه الحروب أوجدت حروباً أقذر حتى على المؤسسات الإنسانية، ولأن الهلال الأحمر الكويتي هو الجهة الأكثر ثقة في بلدي، والتي تمثل الدولة، فإنها قد تعرضت لحملة شعواء من قبل جماعات غير نزيهة، مفادها أن التبرعات تذهب إلى نظام الأسد، ولأن البشر يصغون بإنصات مذهل إلى كل الإشاعات فقد تناقلوها سريعاً. وقامت الجمعية بتكذيب الخبر، ولكن السؤال، رغم جميع ما يحدث في العالم: كيف للبعض بسبب أجندة، أياً كانت مساعيها، أن يسعى إلى تشويه حتى العمل الإنساني في ظل ظروف قاسية تستدعي تعاون الجميع من أفراد ومنظمات لتقديم، ولو شيئاً يسيراً، لإخواننا المنكوبين أينما كانوا.في كل يوم هناك ما يدعو إلى الشعور بالألم تجاه الغير، إن لم يكن تجاه جيرانك الذين يعانون الأمرّين، من حروب وقتل وتهجير وأزمة لاجئين لم يستطع العالم، حتى، أن يستوعبها ويتعامل معها بشكل منصف. نقف على أعتاب سنة جديدة وكل ما نملكه من سنة مرت حزمة خيبات، ومآسٍ، ومجازر، وكأن العالم يمر بحرب ثالثة تنافس جميع الحروب التي سبقتها في قسوتها وقوتها وانتشارها.من أنا اليوم؟ لست سوى إنسان لم يعد يتشبث بالأحلام الوردية من فرط قتامة الواقع، وأشعر أن العالم يقف متفرجاً على مأساة غيره ولا يملك سوى القلق والاستنكار دون أن يقوم بما هو أكثر من ذلك.تُجرَح إنسانيتي كل يوم وأنا أقرأ التعصب الديني، والعنصرية المفرطة، والكراهية المكثفة لأي مختلف عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسائل للكراهية وبث سموم الفتنة، أثبت الواقع أن البشر يميلون إلى العنف والقتل حين لا تفرض عليهم قوانين تهذب سلوكهم، وأن الرحمة فعل استثنائي في ظل غياب القوانين.قفلة: هذا العالم لن يصبح مكاناً أفضل وأنت ترفض الآخر وتكرهه لأنه مختلف، تعلم كيف يمكنك أن تتعايش مع المختلف، وأتمنى لو يتم فعلياً تجريم الكراهية، لأن البشر، كما ذكرت مسبقاً، خسروا معركتهم مع إنسانيتهم ولم يتبقّ سوى القانون ليردعهم اليوم.