ألمانيا تطارد تونسياً... وبريطانيا وروسيا تغلقان الساحات
أنباء عن علاقة رجل «داعش» الأول في برلين بالمشتبه فيه... وحريق متعمد بمبنى للجيش
كثفت الشرطة الألمانية أمس، جهودها للوصول إلى مرتكب حادث الدهس المتعمد، الذي أوقع 12 قتيلاً في برلين، وقالت إنها تتعقب تونسياً من طالبي اللجوء ذكرت تقارير أنه على علاقة بالرجل الأول في تنظيم «داعش» بألمانيا، في حين قررت لندن وموسكو إغلاق الساحات الرئيسية تحسباً لوقوع هجمات مشابهة.
عززت الشرطة الألمانية، أمس، جهود البحث عن منفذ هجوم سوق بيع هدايا أعياد الميلاد في برلين، الذي أودى بحياة 12 شخصاً، وأفادت تقارير بأن السلطات الألمانية تتعقب تونسياً بعدما عثرت على هوية خاصة به في الشاحنة، التي نفذت الهجوم، في حين تواصل الجدل حول سياسة «الباب المفتوح»، التي تنتهجها المستشارة آنجيلا ميركل تجاه طالبي اللجوء.وذكرت تقارير ألمانية أمس، أن المشتبه به في تنفيذ الهجوم، وهو تونسي الجنسية، كان على صلة بشبكة يقودها المتطرف أبو ولاء العراقي، الرجل الأول لـ «داعش» في ألمانيا.وعثرت الشرطة الألمانية على هوية تعود إلى الشاب التونسي البالغ من العمر 21 عاماً، في الشاحنة التي نفذت الاعتداء قبل 3 أيام.
وأفادت التقارير بأن الشاب، الذي لم تفصح عن اسمه، تقدم بطلب لجوء في ألمانيا، وحصل على إذن الإقامة في البلاد قبل أشهر. وينحدر من منطقة تيطاوين جنوبي تونس، لكنه معروف بثلاث هويات.وأوضحت أن بطاقة الهوية التي عثر عليها في الشاحنة عبارة عن وثيقة سلمت لمهاجر رفضت السلطات طلب لجوئه، لكن دون أن يتسنى طرده. الجدير بالذكر أن أبو ولاء العراقي يقود خلايا لتجنيد أشخاص في ألمانيا للقتال في سورية والعراق، وهو مصنف من قبل وزارة الداخلية الألمانية منذ عام 2012 على أنه «شخص متآمر».في غضون ذلك، شددت السلطات الألمانية إجراءاتها الأمنية في العاصمة برلين. وأكد مسؤولون أنهم يتوقعون اعتقال منفذ اعتداء الدهس قريباً.وقال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسيري: «لن يرتاح أحد حتى يُلقى القبض على الجاني أو الجناة».وأكد عمدة برلين مايكل مولر، أنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية، عبر نشر مزيد من القوات والحواجز الأمنية في الأسواق لمنع وقوع هجمات مماثلة.وجاء تكثيف جهود البحث عن منفذ الهجوم، غداة إطلاق سراح مشتبه فيه باكستاني من طالبي اللجوء.وأوضحت الشرطة أنها تلاحق عدة خيوط مهمة قد تؤدي إلى الفاعل الحقيقي، مرجحة أنه ما زال طليقاً وربما يكون مسلحاً.وأطلقت السلطات سراح الباكستاني لعدم كفاية الأدلة، بعد أن اشتبهت في تورطه في الهجوم.وساد اعتقاد بأن منفذ الهجوم هو سائق الشاحنة الأصلي الذي يحمل الجنسية البولندية، لكن تبين لاحقاً أنه كان مقتولاً.وأفيد بأن في جسده جراحاً بسبب إصابات بإطلاقات نارية وطعنات، ولم تعثر الشرطة على أي مسدس في الشاحنة.من جهته، طالب رئيس مجموعة وزراء داخلية الولايات الألمانية الاتحادية كلاوس بويلون بالمزيد من «إجراءات الأمن الأكثر صرامة».وقال إنه يريد زيادة وجود رجال شرطة مسلحين ودوريات لتعزيز حماية أسواق عيد الميلاد، وأضاف يجب الحؤول دون الوصول لداخل الأسواق عن طريق صف المركبات حولها.
مواساة وتبنٍّ
في السياق، نقل الرئيس الألماني يواخيم جاوك تعاطف الأمة بأسرها للمصابين. وقال بعد زيارته للمصابين بالمستشفى: «لابد أن يشعر الضحايا أنهم ليسوا بمفردهم».وأفاد الطبيب المسؤول عن المصابين بالمستشفى، أورليش فراي، بأن أغلب الإصابات الشديدة في الأطراف السفلية ومنطقة الحوض.استنفار وإغلاق
في موازاة ذلك، استنفرت عدة عواصم في أوروبا تحسباً لوقوع هجمات مشابهة لما حدث في برلين وأعلنت عن تشديدات إجراءات الأمن للحيلولة دون استهداف أسواق احتفالات عيد الميلاد، التي تشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور.وذكرت الشرطة البريطانية أنها ستغلق مؤقتاً الطرق حول قصر باكنغهام في لندن خلال مراسم عسكرية، مشيرة إلى أن الخطوات تقررت بعد هجوم برلين.وقال شرطة لندن، إنها ستقوم بتجربة إغلاق الطرق ساعتين على مدى ثلاثة أشهر لحماية الحشود، التي تتجمع في الأيام، التي تجري فيها مراسم تغيير الحرس خارج قصر بكنغهام مقر إقامة الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا.وبدأ تطبيق خطط إغلاق الطرق قبل الموعد، الذي خطط له قادة الأجهزة الأمنية البريطانيون وفقا لثاني أعلى مستوى تأهب أمني في بريطانيا وهو يعني أن هجوماً لمتشددين مرجح للغاية.وفي موسكو، أعلنت الشرطة الروسية أنها ستقفل بآليات ثقيلة الساحات العامة ومفترقات الطرق الرئيسية خلال فترة أعياد نهاية السنة، خوفاً من تكرار ما حصل في برلين، وذكّر بواقعة دهس إرهابية تبناه داعش في مدينة نيس الفرنسية وأوقعت 86 قتيلاً.حريق متعمد
في سياق آخر، ذكرت الشرطة الألمانية أنه تم اشتعال حريق بمبنى القيادة المحلية للجيش الألماني في مدينة ماغدبورغ وسط ألمانيا في وقت مبكر من صباح أمس.وقال متحدث باسم الشرطة: «إننا نتوقع أنه حريق متعمد»، لافتاً إلى أن «المحققين عثروا على عدد كبير من مواقد إشعال النيران».«شاحنات الموت»... سلاح لا وسيلة لوقفه
أظهر هجوم الشاحنة المتعمد على حشد بسوق لأعياد الميلاد في وسط مدينة برلين الألمانية، ليل الاثنين - الثلاثاء، هشاشة التدابير الأمنية المتبعة في أوروبا وعدة بلدان في مواجهة «السلاح» الذي أوصى به تنظيم «القاعدة» منذ فترة طويلة.ويؤكد خبراء أن السلطات الأمنية بوسعها اتخاذ «تدابير وقاية» في مواجهة خطر مجرمين يقودون سيارات وشاحنات يقتحمون بها حشدا لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا، لكن لا توجد وسيلة فعالة يمكن اعتمادها للقضاء على مثل تلك الاعتداءات.فعدد المواقع والتظاهرات والتجمعات العامة الواجب حمايتها مرتفع إلى حد أن خطر وقوع هجمات دهسا بالسيارة أو الشاحنة سيستمر سنوات عديدة بحسب الخبراء.وقال مسؤول كبير في مكافحة الارهاب، طالبا عدم ذكر اسمه، إن «الوسيلة الوحيدة لحماية أنفسنا هي عندما يكون الحدث مقررا مسبقا. هنا، يمكننا اتخاذ تدابير مضادة، مثل قطع السير في بعض الشوارع، ووضع حواجز اسمنتية». وأضاف «لكن تصوروا إذا جاء الهجوم في يوم عادي من أيام الأسبوع، لا يسعكم القيام بأي شيء. وهنا تكمن الاشكالية الفعلية في هذه الاعتداءات: فهي هجمات مفاجئة ضد أهداف معرضة، بوسائل يسهل استخدامها».