جاءت عقوبات لجنة الانضباط باتحاد كرة القدم الخاصة بالمشاجرة التي وقعت عقب انتهاء مواجهة الكويت والعربي في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة لبطولة كأس سمو ولي العهد مفاجئة للجميع، خصوصا أنه من المفترض أن تتخذ اللجنة التي تحتاج إلى انضباط، قراراتها بمسطرة واحدة حتى تحسن وتجمل صورتها أمام الجميع واستعادة الثقة فيها، وليست وفق معايير أخرى لا علاقة لها بما اقترفه البعض من أخطاء مشينة.

ومما لا شك فيه فإن مساعد رئيس جهاز الكرة بالنادي العربي حسين عاشور استحق العقوبة الموقعة عليه، وهي منعه من دخول الملاعب حتى انتهاء الموسم، لا سيما أنه تسبب في مشاكل عديدة من قبل، لكن مما لا شك فيه أيضا أن التغاضي عما اقترفه الآخرون أمر يندى له الجبين خجلا، وكان من المفترض على لجنة الانضباط أن توقع عقوبات مشددة على الجميع.

Ad

عدم الحيادية

كنا نمني النفس بأن تتخذ لجنة الانضباط التي تصر على عدم الحيادية، عقوبة عادلة، خصوصا أن نجل نائب رئيس نادي الكويت خالد الغانم كان يستحق توقيع عقوبة قاسية عليه، لكن يبدو أن تصرفاته تمر مرور الكرام لأنه نجل نائب رئيس النادي.

وغير المفهوم بالمرة من قبل لجنة الانضباط هو إخضاع عادل عقلة وحسين عاشور للتحقيق، ثم تمنع عاشور من دخول الملاعب، في المقابل تبرئ ساحة عقلة، هذا فضلا عن عدم توقيع عقوبات على مسؤولي العربي بشكل غريب للغاية، فيما تبدو عقوبة مساعد المدرب التونسي، كريم بن الشاذلي، والإداري أحمد الصبيح مثيرة للضحك، بالإضافة إلى الاكتفاء بمنع هيثم الرشيدي من دخول الملاعب حتى انتهاء الموسم فقط، وكان يتعين عليها إيقافه مدى الحياة، خصوصا أنه لا علاقة له بالمباراة من قريب أو بعيد، لأنه أحد أعضاء الجهاز الإداري للعبة كرة اليد بنادي الكويت.

أزمة خانقة

وما يجب أن تعلمه لجنة الانضباط المبجلة التي تضم في عضويتها لاعب الكويت السابق خالد الشريدة أن الرياضة في الكويت تمر بأزمة خانقة أدخلتها في نفق معتم وخطير، والأمور لا تتحمل قراراتها العجيبة البعيدة عن الحيادية والتي تتخذها ضد أندية بعينها وتغض النظر عن أندية أخرى.

وكانت لجنة الانضباط اجتمعت، مساء أمس الأول، وقررت منع حسين عاشور وهيثم الرشيدي ويوسف عويد من دخول الملاعب حتى انتهاء الموسم الحالي، فيما منعت خالد الغانم ومدير فريق الكويت محمد الهاجري من دخول الملاعب 10 مباريات فقط! إلى جانب المدرب المساعد للكويت التونسي كريم بن الشاذلي وإداري الفريق أحمد الصبيح مباراتين.