خاص

عدلي سعداوي لـ الجريدة•: 70 ملياراً خسائر سنوية من سد النهضة

عميد معهد بحوث حوض النيل: ليس أمامنا سوى تحلية مياه البحر... والهدف الضغط على الدولة

نشر في 22-12-2016
آخر تحديث 22-12-2016 | 00:00
No Image Caption
كشف عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، عدلي سعداوي أن بناء سد النهضة الإثيوبي، سيكبد مصر خسائر سنوية تصل إلى 70 مليار جنيه، لافتاً إلى أن حجم هذه الخسائر سيزداد إذا لم يتم الاتفاق على نظام إدارة وتشغيل السد بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وقال سعدواي في حوار مع "الجريدة" إنه ليس أمام مصر أي بدائل لتعويض النقص المتوقع من حصتها في مياه النيل سوى اللجوء إلى تحلية مياه البحر، وهو أمر كلفته كبيرة جداً، وفيما يلي نص الحوار:
• ما تقييمك لطريقة إدارة مفاوضات سد النهضة؟

- هناك مناخ عام دولي ومحلي حكم إدارة المفاوضات، لم يكن مساعداً للمفاوض المصري، لكن عند الاتفاق مع المكاتب الاستشارية تم إدراج كل الشواغل المصرية من بناء السد في الجوانب المختلفة حتى يمكن الحكم بشكل دقيق من خلال دراسات متفق عليها من الدول الثلاث "مصر وإثيوبيا والسودان".

• كم يبلغ حجم الأضرار التي يمكن أن تلحق بمصر عند اكتمال بناء السد؟

- اكتمال بناء السد بهذه السعة التخزينية البالغة 74 مليار متر مكعب من المياه سيضر بمصر كثيراً، خاصة إذا تم ملء السد في سنوات يكون فيها الفيضان منخفضاً أو متوسطاً، فقد تفقد مصر من 10 إلى 12 مليار متر مكعب، ما سيؤثر بشدة في الزراعة المصرية، وسيلحق بها خسائر تصل إلى 70 مليار جنيه سنوياً نتيجة انخفاض الإنتاج ونقص الصادرات الزراعية وزيادة الواردات لتعويض نقص الإنتاج، إلى جانب انخفاض توليد الطاقة الكهربائية من السد العالي وتعطل بعض المشروعات التنموية مثل مشروع توشكى ومشروع ترعة السلام، كما أن هذه الخسائر ستزداد إذا لم يتم الاتفاق على نظام إدارة وتشغيل سد النهضة بين الدول الثلاث، وسيفقد السد العالي وظيفته كتخزين طويل المدى خلال فترة ما بين 30 إلى 35 سنة من بدء تشغيل سد النهضة.

• هل تمتلك مصر بدائل لتعويض النقص المتوقع لحصتها من المياه عقب بناء السد؟

- ليس هناك أي بدائل أمام مصر، فالنيل هو الحياة بالنسبة للمصريين، وقد نشأت الحضارة والوجود المصري على هذه الأرض في ظل وجود النيل، وحتى المياه الجوفية الموجودة في الأراضي المصرية معظمها ناتج عن تسرب مياه النيل، فمصر تقع في حزام المناطق الجافة، والدليل على ذلك المساحات الصحراوية الشاسعة، وتركز السكان والحياة على مجرى النيل، ولا يبقى أمام مصر سوى تحلية مياه البحر، وهذه تكلفتها عالية جداً.

• كيف ترى الموقف الإثيوبي من المفاوضات؟

- ترى إثيوبيا أنها أمام مشروع قومي، وتروِّج له محلياً ودولياً، واستخدمت سياسة فرض الأمر الواقع، ولم تلتزم بالاتفاقيات الدولية أو مبادئ حسن الجوار، وتدعي أن مشروع سد النهضة لن يضر دولتي المصب "مصر والسودان"، وقد سار معه الموقف السوداني لاعتبارات سياسية وأخرى داخلية، وربما بعض المنافع من بناء السد، وكان يمكن لإثيوبيا أن تحقق ما تريده من توليد الكهرباء بسد يحجز مياه أقل من ذلك وبتكاليف أقل من تكاليف البناء الحالية، لكن ارتفاع بناء السد إلى الوضع المستهدف وبطاقة تخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب المقصود منه هو الضغط على مصر، وأن تتحكم إثيوبيا بدرجة أكبر في سريان مياه النيل إلى مصر والسودان.

• برأيك، ما الطريقة المثلى للتعامل مع الموقف الإثيوبي؟

- التعامل مع الموقف الإثيوبي الآن يتم في إطار الحرص على العلاقات التاريخية واستمرار مسيرة التعاون، خاصة أن دول الحوض تمتلك من الفوائض المائية ما يكفي لقيام تعاون مثمر وتحقيق مصالح الجميع، ومصر تمتلك أوراق ضغط في إطار من القانون الدولي والمصالح المشتركة، ومسيرة المفاوضات ونتائج الدراسات التي تقوم بها المكاتب الاستشارية ستؤكد في نهاية الأمر الفهم المشترك والتعاون لتحقيق أهداف الجميع.

• تحدث البعض عن إمكانية انهيار سد النهضة، فما الآثار المترتبة على ذلك؟

- هذا الكلام قاله بعض الجيولوجيين، وإن كان مستبعداً أن يتم إنفاق 7 مليارات دولار على بناء كهذا ثم ينهار، وبالتأكيد في حالة حدوث ذلك ستكون آثار الانهيار ضارة جداً على دولتي المصب خاصة السودان.

back to top