بينما شهدت عدة عواصم حول العالم حالة استنفار وتأهب، أغلقت بريطانيا وروسيا الساحات الرئيسية تخوفاً من شن خلايا نائمة لتنظيم «داعش» هجمات دهس باستخدام شاحنات مع قرب احتفالات نهاية العام، في حين تسابق السلطات الألمانية الزمن لتوقيف شاب تونسي من طالبي اللجوء على صلة بالتنظيم المتشدد تشتبه في ارتكابه لحادث «دهس برلين»، الذي أوقع 12 قتيلاً ليل الاثنين- الثلاثاء.وأعلنت السلطات البريطانية أمس تسريع خطط أمنية لمواجهة احتمال شن هجمات إرهابية بشاحنات على غرار ما وقع في سوق عيد الميلاد بوسط برلين، وذكّر بواقعة دهس إرهابية تبناها «داعش» في مدينة نيس الفرنسية، وأوقعت 86 قتيلاً.
وأغلقت شرطة لندن الطرق حول قصر باكنغهام، موضحة أنها ستجرب إغلاق الطرق ساعتين يومياً على مدى ثلاثة أشهر لحماية الحشود التي تتجمع في هذه الأيام، التي تُجرى فيها مراسم تغيير الحرس خارج قصر بكنغهام مقر إقامة الملكة إليزابيث.وفي موسكو، أعلنت السلطات الروسية أنها ستقفل بآليات ثقيلة الساحات العامة ومفترقات الطرق الرئيسية خلال فترة أعياد نهاية السنة، خوفاً من تكرار ما حصل في برلين، في وقت رفعت فرنسا والولايات المتحدة وكندا وتيرة التأهب الأمني تحسباً لوقوع هجمات بشاحنات.في هذه الأثناء، أفادت تقارير ألمانية أمس بأن السلطات تتعقب شاباً تونسياً من طالبي اللجوء، يدعى أنس، بعد العثور على هوية خاصة به داخل الشاحنة التي استخدمت في هجوم برلين.
وذكرت أن الشاب (21 عاماً) على علاقة بشبكة يقودها، رجل «داعش» الأول في ألمانيا، أبو ولاء العراقي المصنف من وزارة الداخلية الألمانية منذ عام 2012 على أنه «شخص متآمر».وفتشت السلطات الألمانية مأوى للمهاجرين في غرب البلاد حيث يعتقد أن المشتبه فيه كان يعيش داخله، وألقت القبض على أحد أصدقائه.وفي حين شددت السلطات الألمانية إجراءاتها الأمنية في العاصمة برلين، مبينة أن المشتبه فيه شخص خطير يحمل ثلاث هويات، أكد وزير الداخلية، توماس دي مايتسيري، أنه «لن يرتاح أحد حتى يُلقى القبض على الجاني أو الجناة». وجاء تكثيف جهود البحث عن منفذ الهجوم، غداة إطلاق سراح مشتبه فيه باكستاني من طالبي اللجوء لعدم وجود أي أدلة تربطه بالحادث. ولاحقاً، رصد الادعاء العام مكافأة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إلى المشتبه فيه، موضحاً أن أجهزة الأمن حققت مع الشاب في وقت سابق حول هجوم محتمل.