تبدأ أحداث رواية «أمطار صيفية» باختيار مُوجِّه جديد للطريقة الموصلية وتعليمه بطريقة الذكر المتوارثة عن الشيخ عبادة الموصلي، باستخدام آلة العود. يختار الشيخ ذاكر، القائم على إدارة الوكالة، أحد تلامذته ويدعى يوسف كمُوجِّه جديد للطريقة، فهو صاحب أفضل موهبة، كذلك تربطه علاقة عاطفية بابنة الشيخ رحمة ويرغب في الزواج بها.بدورها تحوم زينة، الموسيقية المصرية الألمانية، حول الوكالة وترغب في تحويلها إلى مركز عالمي لموسيقى التكنو والبوب ذات الطابع الشرقي، كذلك تسعى إلى التخلص من ورشة تصنيع الآلات الملحقة بالوكالة منذ زمن الشيخ الموصلي، وإلى إقامة مصنع لإنتاج الآلات الشرقية القياسية ذات المواصفات الموحدة، التي لا تعتمد على مهارة الصانع وذوقه الخاص.
تسعى زينة إلى إقناع يوسف بمشروعها العالمي، فهي ترى فيه القدرة على إحداث التغيير الذي تأمله في الوكالة، بينما يقف في طريقها الشيخ ذاكر المسؤول الحالي عن إدارة المكان، والذي يهتم بالحفاظ على طابعه التراثي. في سياق موازٍ، يتفق مع إدارة المسجد السلفي المقابل للوكالة على إجراء إصلاحات عاجلة لحماية المبنى من التصدُّع، بعيداً عن أعين وزارتي الآثار والأوقاف، خوفاً من تدخلهما وابتزازهما، خصوصاً أن الوكالة تتلقى دعماً أجنبياً لأنشطتها الثقافية يستخدمه الشيخ للصرف على مريدي الطريقة وضمان استمرارها. بدورها تخشى ابنته رحمة من امتداد أذرع السلفيين إلى الوكالة، وأثناء ذلك يحاول زياد (أحد تلامذة الشيخ والبطل الثاني للرواية) تحقيق أية استفادة مادية من الوكالة، فهو يعمل سمساراً يبيع الآلات لزبائن عرب عبر عمله كعازف عود في ملهى ليلي، لحاجته المستمرة إلى أموال تُقيله من عثراته الحياتية.تتطور الأحداث في المسارات الثلاثة، فتتمكن زينة من تشكيك يوسف في الأصل التاريخي للطريقة الموصلية، من ثم في أهمية الحفاظ على تراثها المزعوم. كذلك يتمكن السلفيون من مدّ أذرعهم داخل الوكالة وإحكام السيطرة على جزء منها، بينما تزداد متاعب الشيخ ذاكر الصحية وينتهي الصراع إلى سيطرة زينة على مقاليد الإدارة في الوكالة، عبر اتصالها بالمؤسسة الأجنبية التي تدعم أنشطتها. يتسبَّب السلفيون أيضاً في إحراق ورشة الآلات الخاصة بالوكالة، فيما يعجز يوسف عن حمايتها في غياب الشيخ ذاكر، الذي يُحتجَز في المستشفى مع تداعي حالته الصحية.يُذكر أن الروائي أحمد القرملاوي أصدر سابقاً المجموعة القصصية «أول عباس» عن دار «الرواق»، و»التدوينة الأخيرة» عن «الدار المصرية اللبنانية».
{تفصيل ثانوي}
صدرت عن {دار الآداب} في بيروت رواية {تفصيل ثانوي}للروائية عدنية شبلي.{آب 1949، يخيّم قائدُ كتيبة عسكريّة مع جنوده في بقعة من {صحراء النقب}، يُشتبه في أنها ممرٌّ يسلكه المتسلّلون العرب. بعد أكثر من خمسة عقود، تنطلق فتاةٌ موظفةٌ فلسطينيّةٌ في رحلة صوب النقب ساعيةً إلى كشف ملابسات حادثة جرت في ذالك المعسكر، مستعينةً بتفاصيل ثانويّة شتّى.عدنيّة شبلي أديبة فلسطينيّة، حازت روايتاها {مساس} و{كلّنا بعيدٌ بذات المقدار عن الحبّ} جائزة مؤسسة عبد المحسن القطّان