دعا رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة الدكتور حسن الشافعي إلى إصدار قانون لحماية اللغة العربية في مصر، قائلاً: «لا يجب الاكتفاء بالبكاء على اللبن المراق»، وأضاف في محاضرة خلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بعنوان «مشروع العام... قانون اللغة العربية الموحد والشامل في مصر»: «عاشت اللغة العربية في مصر، ومارست حياتها قبل الفتح الإسلامي لمصر، بل قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وهو ما أثبته بحث لغوي لشكري فيصل رئيس المجمع اللغوي في دمشق سابقاً، وهو أجرى البحث في كلية الآداب بجامعة القاهرة».

تابع الشافعي: «زميلنا الراحل الأستاذ فاروق شوشة رحمه الله، كان يقول في مثل هذا اليوم: نلتقي في هذه المناسبة ثم ننصرف كأننا كنا في مأتم لا نتوقع عودة الغائب، لذا اتفقنا على أن يكون لدينا ما يمهّد للجديد في لغتنا التي وصلت من الضعف والتدهور إلى مستوى لا نحب أن نصفه».

Ad

وزاد: «وردنا من الأردن خبر بصدور قانون اللغة العربية العام الماضي، ويشترط على الدولة أن يجتاز كل موظف من موظفيها امتحاناً في اللغة العربية حتى يحرز شهادة الكفاءة فيها».

وكان الشافعي استعرض في كلمته النصوص القانونية لمصر المرتبطة باللغة العربية، ومن بينها قانون عام 1958 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقانون عام 2008 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ورأى عضو المجمع الدكتور حافظ شمس الدين، في محاضرة بعنوان «لغتنا العربية إلى أين»، أن اللغة تراجعت في السنوات الأخيرة، وبلغ مستوى الضعف والاستهانة بها درجة سيئة أشاعت الألم والأسى في نفوس كل من يعتد بلغته العربية، محذراً من مجيء يوم يكون المتحدثون بالعربية من الفئات المهمشة لا مكان لها على خريطة مسايرة العصر.

كذلك أعرب شمس الدين عن أسفه لمستوى طلاب المدارس والجامعات في اللغة العربية، وأضاف أن مجرد إلقاء نظرة على أوراق إجاباتهم يجعلنا نقف مدهوشين من الحال التي وصل إليها مستوى اللغة العربية.

وأرجع عضو مجمع اللغة العربية، الاهتمام باللغة إلى العاطفة الدينية والوطنية، فاللغة وعاء الفكر، ووسيلة الاتصال والتواصل، وهي رابطة قومية ترسخ جذور الانتماء إلى الوطن، والمخزون الذي لا ينضب من خبرات أهلها، على حد قوله.

وتابع شمس الدين: «أرض الواقع تظهر غير ذلك لأن حال اللغة العربية وحال دارسيها ومدرسيها تلقي بظلال، وكأنها في خصام مع ناطقيها. اليوم ثمة جفوة بين اللغة العربية وبين الناطقين بها، وثمة خليط بين الفصحى والعامية، أو تلك الكلمات السخيفة التي يطلقون عليها لغة الشباب، أي شباب هذا؟ هل هذا الشباب الذي يتخلى عن لغته؟».

وزاد: «ثمة هدفان يجب العمل على تحقيقهما: الأول تشجيع القدر المشترك من العامية والفصحى، ثم ترقية العامية بردها إلى الفصحى ما أمكن ذلك، فننقل التلميذ رويداً رويداً إلى التشكيل السليم مع اختيار النماذج الشعرية المحببة للأذن».

من جانبه، قال نائب رئيس المجمع الدكتور محمود الربيعي إن عمر المجمع يتجاوز الثمانين عاماً، ويضمّ لجاناً تشكّلت على التدريج لتصبح أكثر من 20 لجنة، تعمل يومياً.

ولفت إلى أن المجمع يصدر قواميس معروفة على مستوى العالم كله، ويمحص المصطلحات في اجتماعات لجانه وجلسته العامة التي تعقد كل يوم اثنين منذ 83 عاماً، كذلك له نشاط إضافي في اللغة العربية في التعليم والإعلام وله بحوث لغوية وعلمية ومجلة ومؤتمر عام، فهو إذاً مؤسسة متخصصة في العمل باللغة العربية على ما يقرب من قرن، بحسب تعبيره.

وأضاف الربيعي: «نشارك العالم الاحتفال باللغة العربية، له يوم ولنا سنة بأكملها. وأعتقد أن ما نفعله اليوم استراحة محارب، يفتح جلسته الخاصة التي كانت جارية هذا الصباح تنظر في المصطلحات، ويبدي مشاركة مع جمهوره الكريم».