وثيقة لها تاريخ : الشاعر فهد العبدالمحسن الفهد: «شايف أرانب وقتنا تنطح الفيل»
في المقال السابق استعرضنا قصيدة الشاعر عبدالله السعد اللوغاني، التي أرسلها إلى صديقه الشاعر فهد العبدالمحسن الفهد، ومطلعها:قلت آه وا ويلاه مما جرالي
مصايبٍ وهمومْ معها غرابيلواليوم نستعرض رد الشاعر الفهد على اللوغاني، وهو رد جميل ومليء بالمفردات التراثية والصور البلاغية الرائعة. يقول الفهد في مطلع رديته:أهلاً ابمكتوبٍ على الكيف جالييا مرحباً به عِد وَبل الهَمالِيلعِد المطر وعْداد رمل السهالياو ما لعى الجمري ابروس المحاويلعلى صحيبٍ بالوفا راس مالييطرا اليا عدت ارجال المشاكيلويؤكد أنه صادق في كلامه هذا، وأنه لا يقول ذلك من باب المجاملة، فيعبر بقوله:والله ماني جاذبٍ في مقالي تثبيت ما أبديت نصب المعاميلويستمر الفهد في ترحيبه بصديقه اللوغاني، ويستطرد في المدح، فيقول:هاذي وهايب من عزيز الجلالي جليل من يحظا بها بالرجاجيلإلا الذي حاز الوفا والمعالي قال المراجل من اكبار المحاحيليا بن سعد جيلك جما الدّر غالي الله يثيبك وازنه بالمثاجيلبعد ذلك يبدأ الفهد بعرض مشاعره تجاه الحياة، فيقول إن الشعر وصل به إلى حد الضيق والملل، فقد أصبح الناس يرون التافهين يناطحون المتميزين، وأن أهل المال أصبحت لهم المكانة في المجتمع، فيما أهل العقل أصبحوا منبوذين:نَظم الشعر يا صاح جِد غَث بالي شايف أرانب وقتنا تنطح الفيلمن صار عنده درهمٍ جيل والي وأهل العقل صاروا ابزي المهابيلجم واحدٍ جسمه من الذات خاليميسرٍ وسموه الرديين حلحيلوفي وسط القصيدة، يتجه الفهد إلى موضوعها الأساسي وهو الغزل، فيبدأ بكشف ما في قلبه تجاه الحبيب، فيقول:بِلْعيد يوم السبت ما طاب فاليمشتاق وَثْر الشوق ناصِب مَحاحيللا عاد عيدٍ فيه قرّب زوالي ما فيه دالٍ فيه بَلْوَت إسرائيلما سال عن حالي وزان الجزاليالله حسيبه يوم ينفخ إسرافيلويمضي في وصف مشاعره ومكنونه، فيقول:اغشا إليا شِفت الحبيب اقْبالي يمشي ويرمي بلْعيون الجُواتيلاخبرت سِيد الروح بلْلّي جرالي ما فاد بالمجمول كِثر التُواسيلوَنّيت من فرقاه واعز تالي وَنت صويبٍ دايسينه هَل الخيلويعود إلى الماضي قليلاً، ليبين كيف كانت حياته جميلة مع الحبيب، فيقول:بيّنت لك يا بن سعد شرح حاليوالنفس مانِعها ازْمام التَعاليليا زين وقتٍ يا عشيري مظاليحِلْو النّبا معطين هيلٍ بلا جيلويختم قصيدته بالقول:اليوم شانْ وزيّن الله فاليلو غثّني نور القنادير ما سِيلنتوقف عند هذا الحد من القصائد التراثية الجميلة بين الشاعرين فهد العبدالمحسن الفهد وعبدالله السعد اللوغاني، ونعود في الأسبوع المقبل إلى الوثائق التاريخية النادرة بعون الله تعالى.