شاهدت على إحدى قنواتنا مقابلة مع أحد حراس الأمن يدعى "جودة عبد السلام"، والذي عثر على حقيبة داخل "عربانة" بالقرب من مبنى جمعية الروضة فرع حولي، وعندما فتحها وجد بداخلها 10 آلاف دولار، إضافة إلى 6600 دينار، فما كان منه إلا أن أخذ الحقيبة وسلمها فوراً إلى مدير الجمعية. وبعد ساعتين حضر إلى هذه الجمعية مندوب إحدى الشركات يسأل عن حقيبة فقدها، وعندما سأله مدير الجمعية عن أوصافها والأشياء التي بداخلها ليتأكد أنها ملكه وجده صادقاً في كلامه، فسلمه تلك الحقيبة، فشكر المندوب حارس الأمن وذهب مسروراً. حارس الأمن جودة يتسلم راتباً شهرياً قدره 100 دينار، كان بإمكانه أخذ تلك الحقيبة وحجز تذكرة سفر إلى بلاده مصر، "ولا من شاف ولا من دري"! لكنها الأمانة والإحساس بمراقبة الله تعالى: "ألم يعلم بأن الله يرى"، وقد كرمت عدة جهات جودة، ومنها شركة الإنماء وجمعية الروضة ووزارة الداخلية لأمانته. موقف حارس الأمن جودة ذكرني بالحديث الشريف الذي درسناه في دار القرآن الكريم في منطقة الفيحاء سنة 1983م، والذي رواه أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كانَ فيمن كانَ قبلَكم رجلٌ اشترى عقارًا فوجدَ فيها جرَّةً من ذَهبٍ، فقالَ اشتريتُ منْكَ الأرضَ ولم أشترِ منْكَ الذَّهبَ، فقالَ الرَّجلُ إنَّما بعتُكَ الأرضَ بما فيها، فتحاكَما إلى رجلٍ فقالَ: ألَكما ولدٌ فقالَ أحدُهما لي غلامٌ وقالَ الآخرُ لي جاريةٌ، قالَ فأنْكِحا الغلامَ الجاريةَ، ولينفِقا على أنفسِهما منهُ وليتصدَّقا".

آخر المقال:

Ad

اقرا واتعظ: قال الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" (النساء: 58)