ترامب ورسائله المتناقضة تجاه أحداث المنطقة!
اغتيال السفير الروسي في أنقرة والهجوم الإرهابي على أحد أسواق عيد الميلاد في برلين، حدثان طغيا على «الشغب» الذي حاول بعض اليائسين المعترضين على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة إثارته خلال جلسة المجمع الانتخابي الذي انعقد في ولاية ميشيغان لتثبيت فوزه بالرئاسة مع نائبه مايك بنس.هجوم برلين قد لا تتجاوز رمزيته السياسية الأخطار التي تسببها الدعاية السياسية لتنظيم داعش الذي يدعو الى تنفيذ هجمات على دول الغرب بشتى الوسائل الممكنة، لكن تداعياته على الوضع السياسي في ألمانيا قد تكون سيئة جدا في بلد اكتسب سمعة حسنة كبلد مضياف للاجئين والمهاجرين.غير ان اغتيال السفير الروسي في أنقرة يتوقع أن يترك اثرا عميقا على الخريطة السياسية الاقليمية والدولية في المنطقة، خصوصا أن الاعلام الأميركي تعامل مع الحدث بخصوصية وحساسية زائدة، نظرا للضجة التي لا يتوقع ان تتوقف قريبا هنا في واشنطن حول الدور الروسي الذي اثر على مجرى الانتخابات الأميركية التي اتت بدونالد ترامب رئيسا لأميركا.
مراقبون توقعوا ان يزيد اغتيال السفير الضغط على موسكو وعلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا التي تتعرض سياساته للكثير من الانتقادات، خصوصا أن النهاية الدموية لأحداث حلب ستتواصل تداعياتها الى امد طويل نسبيا.وفيما حذر هؤلاء من الانزلاق التراجيدي للأوضاع السياسية والأمنية في تركيا والاخطار المتوقعة على مستقبل هذا البلد في المستقبل القريب، عبروا عن خشيتهم من ان تتكرر الاعتداءات على المصالح الروسية وممثليها. كما تساءلوا عن النتائج التي ستترتب على الاتهامات الأميركية لموسكو، خصوصا بعدما وحّد مكتب التحقيقات الفدرالي استنتاجاته مع وكالة الاستخبارات المركزية بالنسبة الى دور روسيا والجهة التي استفادت من قرصنتها للمواقع الالكترونية للحزب الديمقراطي ولعدد من المسؤولين فيه. كان يمكن للشغب السياسي الذي تخلل جلسة تثبيت انتخاب ترامب ان يثير على الاقل جدلا اكثر حدة، لكن الأحداث الأمنية الدولية طغت عليه. غير أن تصريحات الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي أعاد التأكيد فيها على دور كل من موسكو والـ «إف بي آي» في التسبب بخسارة زوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الانتخابات، سلطت الضوء أكثر على ما جرى في أنقرة، معززا الكلام على ضرورة محاولة إبعاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن تهمة الشراكة مع موسكو.وتعتقد أوساط قريبة من فريق ترامب الانتقالي أن أجواء النصر التي أشاعتها موسكو بعد معركة حلب ومحاولة الحديث عن مسار سياسي للأزمة السورية عبر رعاية الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، «يحتاج الى تنسيق وتواصل مع الادارة الجديدة». وبعيدا عن تصريحات ترامب التي اتهم فيها «الاسلام الراديكالي» باغتيال السفير الروسي في أنقرة، فإن عددا كبيرا من رموز ادارته وخصوصا في الوزارات الرئيسية، ليسوا اصدقاء لإيران ولديهم تحفظات كبرى على تركيا. تعليقات ترامب لم تسلم من الانتقادات ووصفت بالمتسرعة، في حين شكك آخرون في صحتها في الوقت الذي يرفض فيه ترامب تلقي اي معلومات او توجيهات من اجهزة الامن الأميركية.وتساءل هؤلاء عما اذا كان هتاف الله اكبر الذي ردده مطلق النار على السفير الروسي كافيا لترامب للحكم عليه بأنه إسلامي راديكالي، في الوقت الذي لم تعلن بعد اي جهة مسؤوليتها ولم تكشف السلطات التركية عن خلفية مطلق النار الذي يعمل كرجل امن.
الرئيس يستعد لمواجهة الصين بمستشار اقتصادي معادٍ
عين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بيتر نافارو خبير الاقتصاد المعروف بعداوته للصين، على رأس "مجلس التجارة الخارجية"، وعين الناشط كارل ايكان مستشارا خاصا له لشؤون تنظيم الأعمال. وقرر تعيين مديرة حملته السابقة كيليان كونواي المعروفة بدورها الحاسم في انتخاب المرشح الجمهوري، في منصب مستشارة الرئيس في البيت الأبيض. ويشير تعيين نافارو إلى مواجهة اقتصادية مرتقبة بين واشنطن وبكين بشأن اتفاقية تجارية ألمح ترامب إلى إمكانية الانسحاب منها إذا لم تقدم الصين تنازلات بشأنها.إلى ذلك، ووسط أنباء عن قيام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بسحب مشروع قرار، وزعته مصر في وقت سابق بمجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف فوري لبناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حث ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدارة الرئيس باراك أوباما أمس على استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار. ولجأ نتنياهو في جوف الليل إلى "تويتر" لتوجيه النداء في مؤشر على قلقه من أن يطلق أوباما طلقة الوداع على سياسة طالما عارضها وعلى زعيم يميني كانت علاقته به مضطربة.