اعترف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في جلسة مشتركة للمجلس الأعلى للأمن القومي ولجنة الأمن والعلاقات الخارجية لمجلس الشورى الاسلامي الاثنين الماضي أنه أخطأ كثيرا بالاعتماد على وعود نظيره الأميركي جون كيري، لافتا إلى أن هذا الاطمئنان أدى الى ضربات كبيرة تواجهها اليوم ايران في الاتفاق النووي.

وكشف عضو لجنة الأمن القومي جواد كريمي قدوسي أن ظريف أكد ان كيري دعاه للاجتماع في روما ليوضح له موقف الحكومة الاميركية بالنسبة لتمديد العقوبات على ايران، ولكنه رفض اللقاء أو حتى لقاء على مستوى مساعدي وزير الخارجية، وقال له: «عليك أن تنسى أي لقاء ممكن أن يحصل بيني وبينك، او حتى بين مساعدينا، ما فعلتموه أدى الى وضعي في موقف يجعلني أتفادى الوجود في اي مدينة تكونون موجودين فيها». وأكد قدوسي أن ظريف صرح في هذا الاجتماع أنه يتحمل كل المسؤولية عن عدم الاستمرار في سياسات النظام تجاه الولايات المتحدة ومستعد للاعتذار، اذ انه اعطى وعودا للشعب نقلا عن كلام جون كيري لا حسب الاتفاق. وأوضحت مصادر في مجلس الامن القومي الايراني أن ما لم يفصح قدوسي عنه كان ان ظريف اضاف في هذه الجلسة ان جون كيري طالبه بالبحث في شؤون المنطقة والتوافق على مسائل تتعلق بالشأن السوري مقابل قرار من الرئيس الاميركي بتعليق هذه العقوبات على ايران قبل اجتماع الثلاثية في موسكو.

Ad

ولفتت المصادر إلى أن رفض ظريف للقاء كان على اساس ان موضوع العقوبات والاتفاق الشخصي بينهما خلال المباحثات النووية خارج عن نطاق البحث في الشأن السوري، ولو كانت الولايات المتحدة قد أوفت بوعودها تجاه ايران لكان بالإمكان فتح باب البحث في الشؤون الاخرى مثل الشأن السوري ولكن الاميركان أقفلوا جميع الأبواب.

وتسربت أنباء في المحافل الاعلامية الايرانية ان الاجهزة الامنية الايرانية كانت متخوفة من امكانية اغتيال ظريف على غرار اغتيال السفير الروسي في أنقرة من مرافقي شاووش اوغلو وزير الخارجية التركي في موسكو وعلى هذا الأساس فقد تم تعيين مرافقين إضافيين لظريف في موسكو مهمتهم الاهتمام بمرافقي شاووش أوغلو.

وبعد اللقاء الثلاثي الذي تم بين وزراء خارجية ايران وروسيا وتركيا في موسكو نشرت وسائل الاعلام الايرانية وبعض وسائل الاعلام التركية صورا تظهر مرافقي ظريف وهم متأهبون ومصوبون انظارهم تجاه مرافقي شاووش اوغلو مما أكد هذه الشائعات.