ألمانيا: بصمات التونسي على «شاحنة الموت»
● أنباء عن هروب العامري للخارج... وواشنطن تعرفه بسبب اتصالاته مع «داعش»
في وقت مازال منفذ اعتداء الدهس المتعمد، وسط برلين، ليل الاثنين - الثلاثاء، طليقاً، أكدت تقارير ألمانية أمس أن السلطات الألمانية عثرت على بصمات التونسي المشتبه في قيامه بهجوم برلين، أنيس العامري، على باب الشاحنة التي اقتحمت سوق عيد الميلاد المزدحم وسط العاصمة، ما أسفر عن مقتل 12 وإصابة 48.وجاءت التقارير في وقت تشهد ألمانيا جدلا متصاعدا حول خلل في عمل السلطات الأمنية، بعد تبين أن التونسي المشتبه فيه الرئيسي كان معروفا بأنه إسلامي متطرف قد يكون خطيرا ولم يتم توقيفه.وإلى جانب الانتقادات حول سياستها السخية في استقبال المهاجرين، أصبح على المستشارة انجيلا ميركل مواجهة الجدل حول الخلل في عمل السلطات على مختلف المستويات بشأن مراقبي المشتبه فيه الرئيسي الذي تبحث عنه كل الأجهزة الأمنية في البلاد.
وعثر على محفظة وأوراق التونسي في الشاحنة التي اقتحمت ليل الاثنين - الثلاثاء سوقا بمناسبة عيد الميلاد، لكن رجال الشرطة ركزوا طوال نهار الثلاثاء على مشتبه فيه باكستاني، تمت تبرئته والإفراج عنه في نهاية المطاف.وبدأت الشرطة، أمس الأول، أي بعد يومين على الاعتداء، عملية بحث على المستوى الأوروبي عن العامري (24 عاما)، الذي رفض من قبل طلب لجوء تقدم به لكن عملية إبعاده عطلها بلده.وبعد ثلاثة أيام على الاعتداء، يبدو أن الشرطة لا تملك أي فكرة عن المكان الذي قد يكون مختبئا فيه، وعرضت مكافأة قدرها 100 ألف يورو لتوقيف الشاب المسلح الذي يعتقد أنه تمكن من الهروب خارج ألمانيا.والعامري، الذي له عدة أسماء مستعارة، معروف من قبل شرطة جهاز مكافحة الارهاب والنيابة. وخلال الجزء الأكبر من 2016 وضع تحت المراقبة في برلين للاشتباه في أنه كان يعد لعملية سطو من أجل شراء أسلحة أوتوماتيكية وتنفيذ اعتداء. وتم التخلي عن التحقيق في غياب أدلة دامغة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه كان معروفا من قبل السلطات الأميركية بسبب اتصاله مع «داعش»، وقيامه بعمليات بحث على الانترنت من أجل صنع متفجرات. ورغم الرعب الذي يتسبب فيه فشل السلطات الأمنية في توقيف الجاني، تحاول برلين استئناف حياتها الطبيعية، وسمحت الشرطة بإعادة فتح سوق عيد الميلاد أمس، لكنها منعت المظاهر الاحتفالية احتراما لذكرى الضحايا.
صدمة عائلية
من جانب آخر، كشفت عائلة العامري أن ابنها غائب عن تونس منذ سبع سنوات تقريبا، لكنه أسر قبل أيام من الحادث، عبر مكالمة هاتفية، لوالدته أنه سيلاقيها في البقاع المقدسة بمكة المكرمة.وذكر وليد، شقيق أنيس، أنه هرب من حكم قضائي إثر الاشتباه في تورطه في سرقة شاحنة. وأثناء إقامته في مركز احتجاز المهاجرين في ايطاليا تورط في حرق مقر الإقامة، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات.وقال وليد إنه لم يكن من حاملي الفكر المتشدد، ولم يكن من الملتزمين دينيا، لكنه رجح أن يكون تعرض لتأثير الفكر المتطرف خلال الفترة التي قضاها بالسجن في ايطاليا.وينحدر أنيس، الذي ترك الجامعة بعد أن درس لعامين، ومن ثم غادر تونس، وهو من مواليد 1992 بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان، من عائلة فقيرة، إذ يعمل والده حمالا، وهو معاق، وأحد ذراعيه مبتورة.