بعد أقل من أسبوع من عملية تفجير الكنيسة "البطرسية" في ضاحية العباسية وسط القاهرة، التي نفّذها الانتحاري محمود شفيق ابن قرية "منشأة عطيفة" في محافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، كثفت وزارة الأوقاف تحركاتها في المحافظة، التي تعد أحد أكبر معاقل جماعة "الإخوان" الإرهابية في مصر.

وقال وكيل وزارة الأوقاف في الفيوم محمد عزالدين لـ"الجريدة" أمس، إن المديرية شنت حملات مكثفة على المساجد، خصوصا بمركز "سنورس" مسقط رأس الإرهابي محمود شفيق، مشيراً إلى أنه تم خلال هذه الحملات مراجعة أوضاع المساجد، والتأكد من تبعية جميعها لمديرية الأوقاف.

Ad

وأكد عزالدين أن كل المساجد على مستوى المحافظة تحت سيطرة الأوقاف، لافتاً إلى وجود عجز كبير في عدد الأئمة، حيث تضم الفيوم 4 آلاف مسجد، بينما يوجد ألف إمام فقط، ما جعل المديرية تستعين بخطباء بنظام المكافأة.

من جانبه، أكد الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان لـ"الجريدة"، أن الإرهاب ليس مرتبطاً بنطاق جغرافي، معتبراً أن حصره في مناطق محددة يعد تسطيحاً للأمور.

في السياق، أشارت الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حنان أبوسكين، إلى أن أسباب انتشار التطرف والإرهاب في ريف الوجه القبلي عموماً متعددة، ويأتي على رأسها الفقر والجهل، موضحة أن هذه البيئات حاضنة للفكر المتطرف وتحتاج إلى تركيز جهود التنمية بها.

يشار إلى أن مؤسس الجماعة الإسلامية عمر عبدالرحمن، يعد أحد أبرز الذين يرتبط اسمهم بالفيوم، وكان أول ظهور له عندما عين إماماً لأحد المساجد الصغيرة في قرية "سنهور القبلية"، حيث قضى فيها عامين بعد فصله من عمله كمعيد في كلية أصول الدين عام 1969، وذاع صيته عندما نقل إلى مسجد في حي التسعاوي داخل مدينة الفيوم، وأطلق اسمه على المسجد، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة ويتم اعتقاله هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993.

ومن كنف الجماعة الإسلامية خرجت جماعات متطرفة، أبرزها "الشوقيين" التي أسسها شوقي الشيخ، المولود في قرية "سنرو القبلية" في الفيوم، واتخذ من قرية "كحك بحري" مقراً لجماعته، واتبع عمر عبدالرحمن، وتدرج حتى بات من أهم كوادر الجماعة.

كما اعتقل الشيخ أوائل عام 1981 وظل حبيساً حتى أطلق سراحه عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، وبعد خروجه من المعتقل، كوّن جماعته "الشوقيين" التي كفرت كل من هم خارجها، وأصبحت مهمته الأولى تصفية الجماعات الإسلامية الأخرى.