أخبرنا عن جديدك.انتهيت أخيراً من تصوير حلقات برنامج حوار فكري سيبث على قناة «البابطين». تعتمد فكرته على استضافة شخصيات أدبية وأكاديمية للتحاور معهم والتعرّف إلى آخر إنجازاتهم وإصداراتهم وأفكارهم، فضلاً عن تسليط الضوء على زوايا عدة في حياتهم. وبالتأكيد، البرنامج أضاف إليّ خبرة كبيرة في التعامل مع الكاميرا والأجواء التلفزيونية، كذلك في صياغة الأسئلة، خصوصاً أنني أقدّمه وأعده، وقد التقيت خلاله ضيوفاً من الكويت ومن خارجها.
كيف تقيّم تجربتك في رحاب «البابطين الثقافية»؟إنها تجربة ثرية بالتأكيد، خصوصاً أن هذه المؤسسة يديرها الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين، وهو حمل على عاتقه نشر الفكر والثقافة وحوار الحضارات ودعم الشباب وإبداعاتهم. ولا أنسى مدير قناة «البابطين» الثقافية الأستاذ عدنان فرزات ودوره الرائد في هذا الإطار واستفادة جمهور المثقفين من خبراته. عموماً، إنها تجربة ثرية وناجحة بالمقاييس كافة، لا سيما أن الثقافة هي طوق النجاة لوعي الأمة بعدما زادت مساحة الأفكار الظلامية القائمة على قشور الفكرة، وليس عمق قيمتها.
تقليد أعمى
كيف تقيّم مستوى التلفزيونات الخاصة والبرامج الحوارية في الكويت؟لا أجد ما يشدّ منها راهناً إلا ما يبث في بعض تلفزيونات الخليج، فالبرامج أصبحت «نسخاً ولصقاً»، لا جديد فيها سوى التقليد الأعمى من دون تميّز وتفرّد. ولكن المشاهد في النهاية هو الحكم.للإعلام دور مهم في المجتمعات. كيف نسخره لخدمتها؟الإعلام أهم من أي سلاح. إذا استعملناه بشكل صحيح أعطى الأثر الطيب وكان بلسماً لمجتمعاتنا وسبيلها للتخلّص من عيوب كثيرة. والعكس صحيح، فللكلمة والرأي حد كالسيف. لماذا سلكت درب الإعلام؟كانت بدايتي مع العالم الافتراضي والإلكتروني حتى أنشأت الجريدة الإلكترونية «كويت تلغراف»، بالإضافة إلى عملي السابق في الصحافة المطبوعة حيث اشتغلت محرراً صحافياً في مؤسسات صحافية عدة، ما زاد حبي وشغفي لأسلك تجربة التقديم التلفزيوني التي أجد فيها نفسي وأحقق من خلالها شيئاً من أهدافي الإعلامية التي ليست لها حدود. كذلك أضع علامة مميزة لي في هذا الفضاء الإعلامي الواسع.قرية صغيرة
كيف ترى مقولة إن العالم أصبح قرية صغيرة؟تجاوزنا هذا المفهوم منذ زمن. تقاربت المسافات وأصبح العالم غرفة صغيرة تشهد تغيرات متسارعة وأصبحت الحدود والقيود كلمات في الكتب والمعاجم.كيف تنظر إلى أهمية وسائل التواصل الحديثة في انتشار أي عمل إعلامي؟بلا شك أصبحت وسائل التواصل الحديثة محوراً مهماً للنشر والإبداع والانتشار، فصار كل إنسان مصوراً ومخرجاً وناشراً. إلا أن لكل شخص حدوده الخاصة ورقابته الذاتية، فليس كل ما يشاهد يجب أن ينشر.كيف تعد نفسك لتكون إعلامياً متميزاً وسط هذا الوسط الذي يسعى إليه كل من هب ودب؟بالتأكيد، ثمة دخلاء على الإعلام. لكن في المجال التلفزيوني تحديداً لا يستطيع المرء أن يفرض نفسه على الجمهور إن لم يكن يتمتع بالمواصفات المطلوبة، لأن القبول في الشاشة لا يحتاج إلى واسطة أو مساعدة صديق، بل عليك أن تجتهد لتحقيق هدفك وتظهر بشكل لائق. من ثم الجمهور يحدّد مستواك وطموحك الإعلامي. كلما اجتهدت في عملك ستبدو في وسط هذا الكم الهائل من المذيعين أكثر حضوراً. ويبقى التوفيق في النهاية من عند الله سبحانه وتعالى، كما أن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها. وثمة أشخاص فارغون مفلسون أصفار، ويبقى التقييم الحقيقي هو حب الجمهور.مواقف صعبة
ما المواقف الصعبة التي واجهتها؟في البداية، التعامل مع الكاميرا كان أحد أشدّ المواقف الصعبة التي واجهتها. لكن مع مرور الوقت تغلبت على هذا الأمر. ولما كنت أعدّ حلقات البرنامج فكانت مشكلة التنسيق مع الضيوف أحد الأمور الصعبة التي تغلبت عليها، فضلاً عن مسألة اعتذار البعض منهم في لحظات متأخرة.هل للحظ دور في أن تكون إعلامياً؟لا يختلف اثنان على أن الحظ مهم في الحياة. لكن بالتأكيد عليك أن تعمل وتبحث وتجتهد وتسخر الحظ لصالحك، والمحظوظ في المجال الإعلامي هو من يستغل الفرص، وهي بالتأكيد نادرة.الإعلامي بين الرسالة والوجاهة
تحدث الهلبان عن معنى كلمة إعلامي، مشيراً إلى أنها «برستيج» ووجاهة ورسالة ومهنة في آن، ومتى حققت رسالتك بالشكل الصحيح وحاولت إيصالها بكل صدق ستحظى بالوجاهة، وهي المكافأة التي ستحصل عليها في النهاية، رغم أن الفارغين أكثر ضجيجاً راهناً.وفي ما يتعلّق بقراءاته قال: «لدي قناعة بأن الدراسة تساند الموهبة، خصوصاً في مجال العمل في الإعلام، فقد حصلت على بكالوريوس في التربية ودبلوم إدارة الأعمال، وعلى شهادات متخصصة في المجال الإعلامي في كتابة التقارير التلفزيونية والأداء الإذاعي ومهارات الصوت والتقديم، مع أن تخصصي الأساسي يتعلّق بمجال التربية، وأعتقد بأنه أساس أعتمد عليه في أمور الحياة كافة».