نجوم الغناء في مصر يؤسسون استوديوهات صوت في منازلهم

ضغط تكاليف أم استثمار؟

نشر في 24-12-2016
آخر تحديث 24-12-2016 | 00:00
افتتح عدد كبير من المطربين والمطربات في مصر استوديوهات صوت خاصة بهم بدلاً من تسجيل أعمالهم في أستوديوهات خارجية. هل يمكننا اعتبار تلك الخطوة محاولة لضغط تكاليف إنتاج ألبوماتهم الغنائية، أم أن المسألة نوع من الاستثمار؟ خصوصاً في ظل حالة الركود التي تعانيها صناعة الألبومات بسبب قلة الإنتاج الموسيقي.
بعد تأسيس المطرب هشام عباس استوديو صوت في منزله، تبعه زملاء كثيرون له أمثال محمد فؤاد، وسميرة سعيد التي سجلت ألبومها الأخير بالكامل في استوديو خاص في منزلها، كذلك أنشأ «الملك» محمد منير الاستوديو الخاص به في الفيلا حيث يقيم.

من نجوم الغناء أيضاً الذين يملكون استوديوهاتهم الخاصة النجمة أنغام و»الهضبة» عمرو دياب، ومدحت صالح، وحميد الشاعري، وإيهاب توفيق. كذلك سار على درب هؤلاء أخيراً النجمان محمد حماقي وتامر حسني، علاوة على الموزعين طارق مدكور وعمر عبدالعزيز وأسامة الهندي ومحمد مصطفى.

آراء

في هذا السياق، يرى هشام عباس أن على الفنان إنشاء مشروع ضمن تخصصه، وذلك أفضل من الدخول في أي مجالات أخرى يجهل تفاصيلها، مؤكداً أن تأسيس المطرب استوديو صوت ربما لا يدر ربحاً عليه، لكنه يساعده في تقديم أعمال فنية يرغب فيها، خصوصاً مع اتجاه المطربين اليوم إلى إنتاج ألبوماتهم وأغانيهم بأنفسهم.

الملحن الكبير هاني شنودة، من بين أوائل الملحنين الذين أسسوا استوديوهات صوت لهم. وهو يرى أن الفنان يجب أن يبحث عن مصدر دخل آخر غير عمله، خصوصاً أن عمره الفني لا يطول كثيراً، لا سيما إذا كان مطرباً، مشيراً إلى أن موسيقيين كثيرين استعانوا بتأسيس استوديوهات صوت لتقليل النفقات عليهم، خصوصاً أن صناعة الألبومات متعثرة للغاية.

شنودة يوضح أيضاً أن لجوء الفنانين إلى هذا المشروع سببه أن معظمهم أصبح ينتج ألبوماته وأغانيه المنفردة بنفسه فيوفر بذلك النفقات، خصوصاً أن إيجار استوديوهات الصوت يكلّف مبالغ باهظة لا يستطيع الفنان تعويضها. كذلك يشير إلى أن ثمة مطربين آخرين يفضلون تأسيس مشروعات خاصة حتى وإن كانت خارج تخصصهم الفني مثل المطاعم ومحلات بيع الملابس وغيرها من أنشطة تجارية.

على الجانب الآخر، يرى الملحن حلمي بكر أن كثيراً من المطربين الذين يفتتحون استوديوهات الصوت يستغلون ذلك في تحسين أصواتهم وإزالة أي عيب فيها بدلاً من إجراء هذه التعديلات في الخارج فيحافظون بذلك على أسرار إمكاناتهم الضعيفة الهزيلة. ولكنه يشير إلى أن تأسيس الفنان مشروعاً في مجاله أفضل من أن يفتتح مشروعاً في صناعة يجهلها.

الملحن رضا رجب يعتقد أن مطربين كثيرين فكروا في هذا المشروع أثناء فترة ازدهار الموسيقى في مصر خلال التسعينيات وبداية الألفية، إذ ازدحمت استوديوهات الصوت للغاية، وكان المطرب يجد صعوبة في العثور على وقت لتسجيل أعماله. حتى أنه كان يسهر لفترات طويلة أحياناً كي ينجز مهمته، ما يكلفه مبالغ مضاعفة.

ويوضح رجب أن شركات الإنتاج الموسيقي الكبرى كانت الوحيدة التي تملك استوديوهات صوت وكانت تجعل الأولوية في تسجيل الأغاني للمطربين المتعاقدين معها، معرقلةً بذلك تسجيل المطربين الآخرين أعمالهم، لذا لجأ النجوم إلى تأسيس استوديوهات، خصوصاً أن أصحاب الكبرى منها كانوا يستغلون الموقف أحياناً ويرفعون أسعار الإيجار أثناء أوقات الذروة. 

مهندس الأستديوهات هاني قطب يرى أن مطربين كثيرين يملكون أستديوهات صوت أصبحوا يسجلون الأغاني بأنفسهم، ويلجأون إلى مهندس صوت في نهاية العمل لتنقية الصوت وضبطته قبل وضع اللمسات الأخيرة.

كذلك يشير إلى أن مهندس الصوت كان في السابق أهم شخص في الاستوديو وكان يتابع العمل من البداية إلى النهاية. ولكن الوضع اختلف اليوم.

من جانبه، يؤكد مهندس الصوت هيثم سيد أن استوديوهات الصوت أصبحت خاوية، خصوصاً مع تأسيس الموسيقيين سواء مطربين أو ملحنين أو موزعين استوديوهات خاصة بهم، مشيراً إلى أن التكنولوجيا ساهمت بذلك وبأقل الأسعار، خصوصاً مع ظهور جهاز «بروتولز» Pro Tools الذي يختصر أجهزة استوديو الصوت كافة.

يتابع: {في السابق احتوت الاستوديوهات على أجهزة باهظة الثمن مثل الـ{ميكسر} و{مالتي تراك}، بالإضافة إلى أجهزة أخرى لم تظهر أية أغنية من دونها. لكن مع التكنولوجيا اختصر معظم الآلات في جهاز واحد صغير، فصار إنشاء استوديو خاص مهمة سهلة للغاية لا تتطلب أكثر من غرفة وجهاز كمبيوتر صغير}.

محمد فؤاد

يرى المطرب محمد فؤاد أن الفنان يحتاج أحياناً إلى مكان قريب إليه يختلي فيه بنفسه ويغني، والاستوديو الخاص يحقق له هذا الأمر، وعندما يريد أن يسجل أغنية يقوم بذلك فوراً، بالإضافة إلى أنه في إحدى الفترات كانت الأستوديوهات في مصر مزدحمة للغاية، مشيراً إلى أن تكلفة تسجيل ألبوم كامل تساوي تكلفة إنشاء استوديو صغير راهناً.

back to top