توزير خالد الروضان... كفاءة أم وراثة؟
اشتهر خالد الروضان في أعين أهل الكويت بحبه للرياضة، وبعد تسلمه زمام قيادة دورة الروضان الرمضانية سعى إلى انتقالها من المحلية إلى العالمية، فلم يحفل بمن يقول إنها مجرد «دوري صالات»، بل سافر وتعاقد مع نجوم كأس العالم حتى يشاركوا في «دوري صالات» بمنطقة الدعية، لتسمو دورة الروضان إلى حدث خليجي لا يضاهيه حدث رياضي آخر في رمضان، من حيث نجومية اللاعبين والصدى الإعلامي والتفاعل الجماهيري.وبعد أن رسخ جذوره في أرض الرياضة الكويتية، أُوكلت إليه مهمة تنظيم حفل افتتاح استاد جابر، فاستضاف أبطال العالم، فكان حفلاً وطنياً أسعد به الأمير وشعبه، وضمد به جراح عشر سنوات من تأخير افتتاح الاستاد، وبدأت ألسنة الناس تلهج «ها هو قطار الرياضة قد انطلق».وعلى صعيد شركته الخاصة «سنيار» للدعاية والإعلان، فقد أشرقت شمسها قبل عشر سنوات، أذكر أنني زرته بمكتبه الصغير في حولي، وحضر الاجتماع كل من في الشركة، وبدأ كعادته يسرد لي أمنياته، ولا أخفيكم سراً، كانت خيالات أكثر منها أمنيات، فودعته ظاناً أنها أضغاث أحلام لفتى مندفع!
مرت السنوات، فانتقل عمله من حولي إلى العديلية إلى الروضة، حتى استقر به المقام اليوم في قسيمة تناهز الألف متر على شارع الصحافة، وقد احتل سوق الدعاية والإعلان، فلا تجد بنكاً أو شركة اتصالات أو مؤسسة حكومية إلا وقد وقّعت له شيكاً على بياض، نظير أعماله الإعلامية الرائدة. قبل أسابيع دعاني إلى مقره الجديد، وهو يضم ما يقارب مئة موظف، منهم ثلاثة نجوم، وهم إخوته الذين تفرغوا للعمل معه، وهنا ختم حديثه معي قائلاً: «هدفي من الشركة قد تحقق، وهو أن أرى إخوتي في مكان عمل واحد، فمشاغل الحياة قد تبعدني عنهم، لذا أسست الشركة لكي تجمعني بهم كل يوم»!إنها قصة خالد ناصر الروضان بكل اختصار، فلا نستصغرها بمقولات خائبة مثل «وزير ولد وزير ولد وزير»، فما أكثر توريث الأنساب والأملاك والمناصب، ولكن في حالة بوناصر، فهو قد توارث الكفاءة والنزاهة، فإذا ذكر اسمه قالوا: «وستين ألف والنعم»!