«زوجوه خلّه يعقل»
![تهاني الرفاعي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/201_1683223496.jpg)
تستذكر العروس "المسكينة" شريط طفولتها وفستانها المزركش وتاج الورود الذي كانت تصر على وضعه فوق رأسها في كل "طلعة" لها مع أمها، عندما كانت ذات الأعوام الستة فقط. تلك القصة التي صدّقتها وعاشتها وسرعان ما انتهت لدواعي العادات والتقاليد البالية، اليوم يومها، الأميرة تتوج عروساً للفارس ابن الملك والملكة الذكيين، اليوم هو اليوم الوحيد الذي تعيش فيه القصة فعلياً، وهو اليوم الوحيد الذي تُرخّص لها العادات والتقاليد حق استمتاعها بزينتها بالكامل. وما هي إلا أشهر معدودة فقط لتكتشف مأسوفاً عليها أن فارسها ما هو إلا "ضفدع مغشوش" لا يمكن تحوله إلى فارس حقيقي مهما مُنح من القُبل! هي حبلى منه الآن، ولا عيش يطاق مع ذلك "الضفدع النتن"، فيقع الطلاق، يلوم الأهل بعضهم ويرفعُ كل منهم راية الحرب والعداء، والجنين المرتقب هو السلاح الوحيد المستخدم بينهما. تبقى الأميرة المُطلقة تندب حظاً عاثراً مضافاً إليه همّ الوليد المنتظر! بينما الضفدع المغشوش يسرح ويمرح بل قد يتزوج بزيفه وزوره المعهود دونما تأنيب يُذكر! فكم من ضفدع مغشوش تزوج بحجة "زوجوه يعقل؟! كم من مرة يحدث ذلك رغم أن الزواج مؤسسة انضباطية، إما أن تكون فيها مسؤولاً وأهلاً لتلك الأمانة أو أن تُربي نفسك - جيداً جداً - قبل ذلك؛ فهو قرار مصيري ليس مسرحاً تُقام فيه العروض والبروفات، إنه ليس مرتعاً للفشلة المعقدين أو فندقاً لمن اعتاد العيش المترف الأرعن. ربّوا أبناءكم جيداً لئلا يربيهم أناسٌ غيركم، واصنعوا من الذكَر "رجلاً" ومن الأنثى "امرأة سنعة"، وهنا فقط، وبعد ذلك "زوّجوهم ليكملوا رسالتهم ودينهم"، هنا فقط وبعد تربيتهم؛ اختاروا لهم ما يليقُ بهم. وفي النهاية ؛ لا يصح أن تقذف ثمرة تالفة وسط إناء ثمره سليم، لتصلح بذلك عفناً عابَها!