خاص

العراق: عام «التحرير»... والتجاذبات السياسية

• العلاقات مع الرياض انتعشت ثم انتكست
• «الصدريون» يقتحمون البرلمان
• تفجير «الكرادة» الأعنف

نشر في 24-12-2016
آخر تحديث 24-12-2016 | 00:05
حمل عام 2016 للعراق والعراقيين جوانب سلبية وأخرى إيجابية. الجوانب السلبية كثيرة، منها التجاذبات السياسية، التي وصلت إلى حد انهيار العملية السياسية، وبلغت الذروة باقتحام أنصار التيار الصدري البرلمان.
وأدت هذه التجاذبات الى إقالة وزير الدفاع وكذلك وزير المالية، في حين تبادلت الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة العراقية الاتهامات، وأظهرت عدم تعلم هؤلاء من الدروس السابقة التي مرت عليهم منذ 2003.
وإلى جانب التفجيرات الإرهابية، التي كان أعنفها تفجير الكرادة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، بقي العراق يعاني غياب الخدمات وعدم الإعمار بشكل واضح وملموس أو تقديم خدمات للمواطن، بل ما زاد الطين بلة مسألة التقشف التي تطالب بها الحكومة الشعب من أجل دعم القوات المشتركة والحشد الشعبي الذين يحاربون تنظيم «داعش» وسط هبوط في سعر برميل النفط، الذي يشكل المورد الوحيد تقريباً لهذا البلد، الذي يتمتع برقعة زراعية كبيرة ونهرين وأيدٍ عاملة.
أما الجوانب الإيجابية، فتمثلت في تحرير العديد من المناطق في المحافظات واسترجاعها من يد تنظيم «داعش» أبرزها محافظة الأنبار ومحافظة صلاح الدين، وبدء العمليات في الموصل.

وفيما يلي أبرز محطات عام 2016:

تحرير الأنبار والرمادي

في 28 يناير أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق تحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم «داعش»، وأن قواتها رفعت العلم العراقي فوق مباني المجمع الحكومي وسط الرمادي.

وأظهر التلفزيون العراقي الرسمي مراسم احتفال للجيش العراقي داخل مبنى المجمع الحكومي بعد تحريره وإعلان تحرير مدينة الرمادي من سيطرة التنظيم، كما أظهر انتشار للقوات المسلحة العراقية، ورفع الأعلام العراقية وإطلاق عيارات نارية ونحر الذبائح ابتهاجاً بالمناسبة.

السبهان سفيراً للرياض

عينت السعودية في 2 يناير ثامر السبهان سفيراً لها في العراق، وإعادة فتح سفارتها في بغداد بعد إغلاق دام 25 عاماً.

وقال السفير السبهان، إن إعادة فتح السفارة سيتيح للبلدين التعاون بخصوص الأمن والحرب على التطرف، ويمكن أن يساعد التحسن في العلاقات بين البلدين على تعزيز تحالف إقليمي ضد تنظيم «داعش».

... وطلب استبداله

في 28 أغسطس، طالبت وزارة الخارجية العراقية، نظيرتها السعودية باستبدال السفير السعودي في العراق ثامر السبهان.

وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري صرح، أن تحركات السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان تعتبر «تدخلاً بالشأن الداخلي»، مشيرا إلى أن ما يقوم به السبهان لا علاقة له بدوره كسفير.

وكان السفير السعودي قد اتهم، من أسماهم بـ«أذرع إيران» في العراق بالوقوف وراء مخطط لاغتياله خلال وجوده في العراق.

إقالة العبيدي وزيباري

في 25 أغسطس تمت إقالة مجلس النواب العراقي وزير الدفاع خالد العبيدي، وسحب الثقة عنه بأغلبية الأصوات، إثر توجيه تهم للعبيدي تتعلق بالفساد، وينفيها وزير الدفاع.

وفي 21 سبتمبر، أقال البرلمان العراقي وزير المالية هوشيار زيباري، بسبب اتهامات بالفساد، وقد أيد 158 نائباً إقالة زيباري بينما رفض 77 بعد استجوابه الشهر الماضي، فيما يتصل بمزاعم بالفساد وإساءة استغلال الأموال العامة وهي اتهامات ينفيها.

اقتحام «الخضراء»

في 30 أبريل أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تجميد الأعمال السياسية لتياره، مشيراً إلى أن نواب التيار سيقاطعون جلسات البرلمان، في حين اقتحم أنصاره المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد ودخلوا البرلمان.

ودعا الصدر إلى انتفاضة شعبية سلمية، وأن التيار سيعود إلى السياسة في حال العمل لتشكيل تحالف عابر للمحاصصة.

تفجير الكرادة

في 4 يوليو ضرب الإرهاب حي الكرادة وسط بغداد أوقع أكثر من 300 قتيل وأكثر من 200 جريح، وتبنى التفجير تنظيم «داعش» الإرهابي الذي خسر قبل أسبوع السيطرة على معقله الفلوجة غرب بغداد.

وقالت وزارة الصحة في بيان حينها، إن «عدد الشهداء بلغ 115 شهيداً تم تسليم جثامينهم إلى ذويهم، وهناك 177 شهيداً غير واضحي المعالم سيتم مطابقة تحاليل الـDNA مع ذويهم لغرض تسليم جثامينهم إلى أهاليهم».

ونفذ الاعتداء بواسطة سيارة مفخخة انفجرت في أحد الشوارع المكتظة في حي الكرادة عشية عيد الفطر.

تحرير صلاح الدين

في 24 سبتمبر، أعلن محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، تحرير المحافظة بالكامل من قبضة «داعش»، بعد انتزاع آخر معاقله هناك ناحية الزوية جنوبي قضاء الشرقاط.

وأكد «خلو المحافظة بصورة كاملة من التنظيم الإرهابي»، مشيراً إلى أن «الحكومة المحلية ستدعم وبكل قوة بناء مؤسسة أمنية رصينة وستدعم من شارك في تحرير أراضي صلاح الدين ومن حارب الفكر الداعشي».

بدء تحرير الموصل

في 17 أكتوبر، أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم «داعش»، متعهدا بأن «يكون عام 2016 عام الخلاص من الإرهاب ومن التنظيم الإرهابي».

من جانبها أعلنت عدة فصائل مشاركتها في عملية استعادة الموصل إلى جانب القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من عدة محاور، ويشارك «الحشد الوطني» بزعامة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي في العملية.

قانون «الحشد الشعبي»

أقر مجلس النواب العراقي في 26 نوفمبر قانون «هيئة الحشد الشعبي» وسط مقاطعة نواب تحالف القوى العراقية السني، الذي عدّ إقرار البرلمان قانون الحشد الشعبي «نسفاً للشراكة الوطنية».

وجاء التصويت وسط خلاف بين الكتل السياسية على فقرات في القانون تتعلق بالتوازن وتوزيع النسب بين مكونات الشعب العراقي ومشاركة جميع المحافظات في الدفاع عن مدنهم، وألا يقتصر على محافظة دون أخرى، كما يدور الخلاف حول أعداد «الحشد الشعبي»، وألا تتجاوز مئة ألف مقاتل.

back to top