فوجئت فتاة مصرية تدعى هند محمد، بأنها مطالبة بدفع 10 آلاف جنيه (نحو 450 دولاراً) لمركز تجميل مشهور يضع لها "ماكياج" ليلة عرسها الشهر المقبل، وهي القيمة التي تضاعفت بشكل ملحوظ، فلم يكن تنفيذ ماكياج العروس يتجاوز 5 آلاف جنيه قبل عامين، وحين تساءلت هند عن سبب ما وصفته بـ"جنون الماكياج"، كانت الإجابة التي يسمعها الجميع مع اندلاع كل موجة غلاء جديدة: "إنه الدولار".

وصدم الكثير من الفتيات والسيدات مثل هند، نتيجة ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل، خلال الشهرين الماضيين بنسبة تجاوزت 40 في المئة، ما اعتبره البعض تهديداً لجمال حفيدات الملكة الفرعونية كليوباترا، التي تحمل العديد من شركات صناعة مستحضرات التجميل العالمية اسمها، باعتبارها أيقونة تاريخية للجمال الأنثوي.

Ad

ولا تقتصر الأزمة على ارتفاع أسعار المنتجات فقط، بل تشح أيضاً في الأسواق، وتؤكد رئيسة قسم مستحضرات التجميل في أحد المحال الكبرى المتخصصة في هذا المجال إنجي ماجد، أن جميع محلات مستحضرات التجميل تعاني حالياً نقصا ملحوظا في أغلب المنتجات بعد توقف الاستيراد نتيجة ارتفاع سعر الدولار. ورغم توجه قطاع من الزبائن إلى البدائل المُنتجة محلياً، فإن الشريحة الأكبر مازالت تبحث عن "المستورد" بسبب جودته.

ولا تقل أهمية مشكلة غلاء مستحضرات التجميل عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية والمواد البترولية، خصوصا بالنسبة للفتاة المقبلة على الزواج، حيث لا يمكن اكتمال "جهاز العروس" دون شراء أنواع عديدة من الماكياج ومستحضرات التجميل، وتقول واحدة منهن لـ:"الجريدة": "للأسف المنتجات المستوردة غير موجودة، والمحلية زاد سعرها رغم قلة جودتها، وأي فتاة تضطر إلى مضاعفة ميزانية شراء مستحضرات التجميل أو الاستغناء عنها تماماً".

وقال عضو شعبة مستحضرات التجميل في غرفة صناعة الأدوية ماجد جورج، إن "ارتفاع سعر الدولار سبب الأزمة"، لافتاً إلى أن المنتجات المستوردة زاد سعرها بنسبة 50 في المئة، ما دفع الكثير من النساء إلى الإقبال على المستحضرات المحلية، رغم ارتفاع أسعارها أيضاً إلى نحو 40 في المئة.

وكانت لموجة الغلاء تلك أصداء على مستوى المؤسسات النسوية، حيث قالت عضوة مؤسسة "هيباتيا" النسوية فاطمة الشريف، إن مستحضرات التجميل لا تقل أهمية عن أية سلعة أخرى، لأنها لا تقتصر فقط على الماكياج، بل هناك مستحضرات طبية تجميلية يستهلكها الرجال والنساء، مشيرة إلى أن ارتفاع الأسعار سبب معاناة لأغلبية النساء، لأن التجميل جزء لا يتجزأ عن شخصية المرأة، ولا تعد مستحضرات التجميل من السلع الاستفزازية كما تسميها الحكومة.